في لغة أهل الأزياء، هناك ما يسمى بـ «الجسم اللبّيس» وهو الذي يليق به كل ملبس يلبسه.
ويبدو أن جهاز الاستخبارات الاسرائيلي (الموساد) هو «لبيّس» يليق به كل ما يلبسه، وصالح لكل رداء وكل ملبس، وهو ما استغلته «حماس» لتحيل ملبوساتها البالية والمخروقة والمحروقة والمنزوعة والمرقعة والمقطعة، على «الموساد»!
فكل ملبس ضاق على «حماس» او اتسع، تسرع لالقائه على جسد «الموساد» اللبيس، وهكذا فعلت بعد اغتيال عضوها «المبحوح» في دبي، حيث وجهت التهمة سريعا الى «الموساد» ونثرت عليه دماء قتيلها، وصاحت صيحتها المُضَرِيّة «سنرد ردا مزلزلا» كما فعلت من قبل مئات المرات، ولكن الزلازل ـ مع الاسف ـ تعاند «حماس» ولا تستجيب لها، ومازالت الارض راكدة، ولم تتزلزل ولا حتى تنحنحت!
المخجل في الامر والذي يندى له كل جبين، حرا كان او عبدا، هو ان تلك العملية لم تكن جريمة سياسية استُهدف فيها «عنصر جهادي حماسي» يطارده «الموساد» للتخلص منه، بل لم تكن سوى جريمة مالية ذات طابع تجاري بحت، لا علاقة للـ «جهاد» بها، ولم تكن تستهدف «المبحوح» لكونه مجاهدا، بل لكونه طرفا في صفقة تجارية مختلف عليها في توزيع نسب الارباح والعمولات.
وحسبما نعرف عن «حماس» وخياناتها و«زلازلها المدمرة» فإننا لا نستبعد ان تكون «حماس» هي الجلاد وهي الضحية في تلك الجريمة، اي انها هي التي تقف وراء اغتيال «المبحوح» لشكها في سلوكه التجاري او تلاعبه في اموالها او اموال احد زعمائها والذي يدير «المبحوح» امواله الخاصة، ومن ثم يتهيأ لها الظرف لتدعي وقوف «الموساد» وراء الجريمة.
تلك هي الحقيقة المخجلة التي تغلف جريمة اغتيال «المبحوح» على ايدي «حماس» لا على ايدي غيرها، وذلك ما كشفت عنه تسريبات وتحليلات صدرت في اعقاب حدوث الجريمة، وما ستؤكده مقبلات الايام.
[email protected]