-
العيون في ليل لندن..لا تحفظ الألوان.. والذاكرة فيهـا تصـاب بالعمـى
-
ألمس القمر في جوف البحر وأرتشف قهوتي بأهداب عيني
ليالٍ ليست توائم
ليالي «لندن».. لا تتشابه.. ليست توائم.. ولا هن أخوات..
كل ليلة ترتدي «لندن» ليلة جديدة..
تتحلل من ليلتها السابقة.. لترتدي ليلتها الجديدة..
سوداء.. قد تكون..
أو بيضاء.. حمراء.. وربما وردية..
العيون في ليل لندن.. لا تحفظ الالوان..
والذاكرة فيها تصاب بعمى الالوان..
> > >
ربما تأتي ليلة.. ترتدي الالوان كلها..
ربما..
وربما.. تأتي ليلة عارية من كل لون..
تتهادى.. تتمايل.. تتغنج.. تميس.. تراوغ..
لا تخجل من عريها..
ولكن رائيها.. هو الخجول..
ينكس عينيه في الارض.. وكأن الأرض تلك.. ليست قطعة من تلك الليلة العارية..
> > >
نساء يرتدين جلودهن
لولا برد «لندن» وصقيعها.. وندفُ ثلجها المتساقطةُ على الرؤوس.. كريش الحمام.. لخرجت نساء لندن.. مرتديات جلودهن.. فقط، واكتفين بها..
عاريات كالسمك.. أو كبنات الغابات اللواتي لا يخجلهن عريهن.. ولا يستحين.. تحميهن أشجار الغابة.. تتلصص عليهن.. تمنحهن لحاءها غير الصالح لستر أجساد الادميات المدمنات العري..
> > >
ليلة تضحك.. وتبكي
ليلة من ليالي «لندن» تلك.. لا أدري أي لون أمنحها..
أو أن أتركها.. عارية بجلدها كأولئك النسوة النزقات اللائي يسرفن في استهلاك جلودهن.. تعذيبا للعيون البصاصة..
أو ربما هي ليلة بتلك الالوان كلها..
ليلة لها فم.. وعين.. ولسان..
تضحك وتبكي..
تتوجع وتتأوه..
تتكئ على عصا نهارها المنصرم.. وتمد يدا لعكاز الصبح القريب.
> > >
أحلام عكس السير
في هزيع من الليل.. يقع قريبا من الهزيع الاخير..
كنت أحرث في حقل أحلامي.. أسبح في السماء.. وألمس القمر في جوف البحر.. أرتشف قهوتي بأهداب عينيّ.. وأقرأ الجريدة بباطن كفّي..
أحلام تسير عكس السير.. تحلق في الأرض.. وتسير في الفضاء.