صالح الشايجي
جـبـر عـبـدالله المحــيلبي وزير الإعلام ورمم قارورة العطر التي هـشمها الـوزير السابق، وألقى بهـا من طابقـه الثـالث عـشـر وهو يلوح بيـمـين الوداع.
تسلـم باليــمنـى علي إشارة وتمسح باليسرى مجاري المدامع ذلك حــيـنمــا أوقف ـ فــجــأة ـ بـرنامـــــج «الديوانـيـة» لـ «شــفــيق الغــبــرا» تحت ذرائع ومسوغـات شتى تظهر مدى الفوضى والعـشوائية لا في وزارة الإعلام وبرامـجـهـا بل في القـرار الإداري الحكومي على الإطلاق، حـيث لا احـتـرام للقـرار ولا حـتى للحبـر الذي كتب به!
قـرارات تصدر صـباحـا وتنقض ضحى، وظهـرا يصدر قرار مضاد لـها يسقط صبيحة الغد!
عشوائية ما بعدها من عشوائية وفوضى ما بعدها من فـوضى!
وان كـان الوزيـر «المحـيلبي» قـد أعاد البرنامج إلى سابق «شاشـته» فانه بـذلك ملأ نصف الكوب، ويبـقى عليـه مـلء النصف الآخـر منه، وذلك بمتابعة التحقق من كيفية توقيف البرنامج والأسباب والإبعاد ومدى قـانونيـة ما حـدث! وهل ثمة لجـان مـخولة بالـتعـدي على حـقوق المشـاهدين وإيقاف البرامج على هوى مـا تراه تلك اللجنة؟ أم أن «اللجنة» مجـرد ستـار وهمي يستظل به من يريد إصدار قرار عشـوائي ليخلي مسؤوليـته عن ذلك القرار وتبـعاته فيوكله إلى «اللجنة»؟!
إن حق المشـاهدة حق مطلق لجمـهور المشـاهدين، وليس من حق احد التدخل به وتكييـفه حسب مزاجه وأهوائه، ثم أن المشـاهدين اںن لم يعودوا كـما كـانوا سابقا محصورين داخل حدود الدولة، وبالتالي لجان الدولة تسقيـهم من كؤوسها وتخـضعهم لتعليـماتها وتجبرهم على آرائها، بـل أن المشاهدين الآن موزعون على قارات الأرض جـميـعا في ظل سيـاسة الفـضاء المفتـوح أو المفضوح، وما يبث في قناة مـا يصبح ملكا لجمهور المشاهدين في العالم لا في الدولة التي تطلقه فقط، لذلك يرجى التوقف عن العبث!