صالح الشايجي
أهو الخـوف. . أم النفــاق، الذي يمنع الناس مـن الإفـصــاح عـن هويتــهم أو معتقدهم، وبالذات إذا ما كان هذا المعتقد أو تلك الهـوية مـغـايرين لـلسـائد من فكر جمعي؟
بمعنى. . لماذا لا يفصح «العلماني» عن علمانيتـه، ويروّج لفكره ويدعو إلى عزل الدين عن السـيـاسـة، والى قـيـام دولة علمانية مباعدة للنهج الديني؟ ولماذا لا يعلن «الملحد» إلحاده، ولا أقول يروّج له، بل مـجرد إعلان هويّـة، حتى لا ينخدع به الآخرون؟ ولماذا لا يـعلن «الإرهابـي» هويتـــه الإرهابيــة المؤيدة لإرهابيين مــثل «بن لادن» وعموم القتلة والمتطرفين؟ لماذا يتهيب كل واحد من إعلان هويته؟ ألسنا في بلد ديمـوقراطي دسـتـوري يتـيح لكل إنسـان التعـبـير عن هويتـه ومـعــتـقـده، ويـحـمـي القــانون هذا الاعتقــاد؟
إذن، لماذا الخـوف ومحـاولة الظهـور بمظهر مخالف لحقيقة ما يبطن كل منا؟!
هل هو الخوف على الحياة، إذا ما أعلن «الملحد» إلحاده واحـترامه في الوقت ذاته لمعتقدات المتدينين و(لكم دينكم ولي دين)، أم انه النفاق والخوف على فقدان المصالح المكتسبـة نتيجة التستر والاخـتباء خلف ستار الكذب وتزوير الهوية؟ وكذلك لماذا يتستر الإرهابي والمتطرف والمؤيـد لـ «بن لادن» والمؤمـن بالقـــتل الجــمـاعي، وراء كــلام مموه يسـتــر معتقداتهم الحقيقية؟
إذن. . أين هي الديموقراطية، أو أين هو الدستـور وحق التعـبير واتـخاذ المواقف وحـرية الاعـتـقـاد المنـصـوص عليـهـا بالدستور؟ أم أننا قررنا نظاما وعشنا في ظله ونحن لا نؤمن به؟!