-
من أطلق على المرأة أنها نصف المجتمع؟ فهذه مقولة مضروبة مغشوشة!
-
عندما سخرت الصحافة الفرنسية من وزيرة الدفاع الحامل وهي تطوف بالجنود
-
يجب أن يكون نصف الوزراء رجالاً والنصف الآخر نساء
-
لماذا خذل الأميركيون هيلاري ولم يوصلوها إلى رئاسة بلدهم؟!
مقولة مغشوشة
لا أدري من هو الذي أطلق مقولة «المرأة نصف المجتمع»، وروّج لها.. وكساها بعد العظام لحما.. وبعد اللحم شحما؟
أو حتى متى أُطلقت؟ أفي حين من دهر عقمت فيه النساء.. ووُري من الرجال تحت الثرى جحافل وصفوف متراصة متعاقبة متتالية على الموت والانبطاح الأبدي تحت التراب؟!
أم في زمن عززت فيه النساء أسلحتهن.. واستبددن وصرن قوة ضاربة يُخشى منها؟ فجاءت هذه المقولة كنقطة نقد سُكّت في عهد الجفاف الرجولي والتصلب النسوي بغية شراء حلاوة بعقول النساء «اللواتي يغرّهن الثناء»؟
ولا أدري كيف صدّق الدهماء والأغبياء والفاغرون أفواههم والمدلدلون آذانهم.. هذه المقولة المضروبة المغشوشة؟!
ثم ماذا يعني ان «المرأة نصف المجتمع»؟!
هل هذا الانتصاف عدديٌّ؟ بمعنى ان كل رجل في المجتمع تقابله امرأة في العدد لا في العدة، وان المجتمع المكون من مليون نسمة ـ مثلا ـ يكون حاصل جمع 500 ألف امرأة و500 ألف رجل؟!
> > >
معلوم «تمام العلم» للقاصي وللداني.. والرائح والغادي.. والحيّ والفاني.. ان النساء أكثر عددا من الرجال في البلدان والمجتمعات قاطبة، وأنه لا مجتمع يكثر فيه الرجال على النساء، ولا مجتمع ـ ايضا ـ تتساوى فيه أعداد الرجال بالنساء.
هذا من حيث العدد.. أما إن كان المقصود بتلك المقولة السقيمة، هو التساوي في الحقوق والواجبات، أو توزيع الأدوار بالمناصفة بين الرجال والنساء!. فهنا تركب الكذبة أجنحة وتطير وتسمو وتشمخ ثم يتطاير ريش أجنحتها فتهوي على الأرض صريعة الكذب ذي الحبل القصير.
> > >
العنصر المغيّب
المرأة في المجتمعات كلها.. عنصر مغيّب، حتى في تلك المجتمعات المتقدمة، مثل الولايات المتحدة الأميركية ودول أوروبا، (هي ـ أيضا ـ عنصر مغيّب) حتى إن قُدمت أحيانا كديكور على شكل رئيسة وزراء أو وزيرة ذات وزارة حساسة، كوزارة الخارجية الأميركية التي تقودها حاليا «هيلاري كلينتون» وسبقتها الى ذلك «مادلين أولبرايت» و«كوندوليزا رايس» او كوزيرة الدفاع الفرنسية التي سخرت الصحافة من حملها وهي تطوف بالجنود والضباط وسط الأسلحة والمدافع والقاذفات.
وثمة ديكورات أخريات جئن على شكل وزيرات في مختلف دول العالم، حتى عندنا هاهنا في هذه البلاد التي تقمع المرأة صبحا وعشية وتتربص بها في كل زاوية ومفرق، حتى في هذه البلاد ثمة وزيرة سبقتها وزيرتان.
هذا الواقع.. هو مجرد ديكور وزينة وحلية تُحلّي بها البلدان جيدها أو تخفي بها بشاعة وجوهها ودماماتها الكثيرة.
> > >
أين المشكلة.. إذا ما رضيت الوزيرة أن تكون ديكورا وبريقا متحركا ولؤلؤا يجوب أقطار الأرض، يجهد في حل مشاكل أفغانستان، أو يحمل دلو ماء لإطفاء نار العراق، او يتمرغ بين أيدي الفلسطينيين والإسرائيليين لفحص نقائه وجودته ولمعانه؟!
أقول: تكمن المشكلة في رضا المرأة بأن تكون ديكورا وحلية وزينة، وفي الوقت ذاته تصدق أنها «نصف المجتمع»!
فيا أيها «النصف المظلوم» كيف ترضى بأن تكون ديكورا وتسلية وبريقا خاطفا للأبصار الجوالة؟
لِمَ لا يكون نصف الوزراء رجالا والنصف الثاني نساء؟ وكذلك على مستوى الرؤساء هل قفزت الى كرسي الرئاسة الأميركية امرأة قط؟!
ألم تكن «هيلاري» قاب قوسين أو أدنى من ذلك الكرسي فلماذا إذن خذلها مجتمعها و«المرأة نصفه» ومنحوا اصواتهم لمن بالكاد يعترفون بمواطنته، ومن ينتمي الى عرق كان قبل سنوات محاربا ومقصيا يتعالى عليه اراذل القوم وأدنياؤهم؟! يعايرونهم بسواد بشرتهم، ولا يبتئسون من سواد قلوبهم هم!
«بريطانيا العظمى» أم الديموقراطية وكاسيتها ومطعمتها وراضعتها، كيف هو حال المرأة فيها؟ كم نجمة أنثى في سمائها السياسية؟ ألم تخل سماؤها الا من وميض «مارغريت تاتشر» كرئيسة لوزرائها، وليس من قبلها ولا بعدها احد.. او احدى!
أين هذا النصف؟!
اقتلع أوتاد خيمتك واتبعني..
انصبها هنا.. في هذه الأرض التي تدعى الكويت، ودلني اين «نصف المجتمع».. في الوزارة او في البرلمان او البلدي او المختاريات او مجالس الإدارات في الشركات والبنوك والوظائف القيادية والجيش والشرطة، وفي كل قطاع ينطق به لسانك المعسول المتلذذ بتلك العبارة الجوفاء «المرأة نصف المجتمع»، المتلمظ بها، واللائكها على اسماع الخلق كلما لاحت بارقة نسوية وانتصب في العلا منبر الكذب، ودلفت المهفهفات الكاسيات العاريات او المتدثرات برداء الأزمنة الغابرة؟!
ألم يجر الزمان على المرأة جور الرمضاء على حاف عارية قدماه في ظهيرة قيظ هائج لافح، حين ساقها إلى هذه البلاد التي جعلتها خارج التصنيف البشري، وحطت من قدرها وسلبتها كل ما تملك من ذرات تقربها الى الإنسانية التي هي «نصفها»؟!
على مدى ما يقرب من خمسين عاما، حرموها حقوقها السياسية وقالوا هي «نصف المجتمع»!
ثم وزروها واحدة او اثنتين على استحياء وسط ستة عشر رجلا، وقالوا هي «نصف المجتمع»!
منعوها مشاركة الرجل المقعد الدراسي وقالوا «هي نصف المجتمع»، حتى في الدراسة، تمايزوا عليها وتكبروا وحرموها من دراسات معينة وقالوا هي «نصف المجتمع».
اسودت وجوه وابيضت وجوه
وهاهم اليوم.. وقد ابيضت وجوههم واسودت وجوه النساء.. يلاحقونها بالزجر تارة وبالعصا تارة.. وينصبون لها الشراك والمكائد في ملاعب كرة القدم.. ولا يريدونها ان تلعب رغم ان اللعب فعل فردي، وليس فرض عين، ولا «فرض كفاية»، فلم يطالبهم احد بأن يلعبوا هم اذا ما لعبت الفتيات، إذن ما شأنهم بها، ولماذا استوطأوا حائطها، وتساموا فوقها أوصياء لم يوصهم احد، زجروها ونهروها وكأنها مما ملكت ايمانهم.
ولكن نصف المجتمع ابى وسما وزمجر وحمجر، واخرج السيوف من اغمادها ورطب يباس ألسنته، فقد بشرونا بأن «النائبة» قد خرجت من مهجعها وهددت بـ «الاستجواب»!
نعم سيوف الاستجواب سليلة مسلولة لماعة بارقة حازة حادة مصقولة.. تطيح عروشا لا يزلزلها الزلزال، ولا يحرقها بركان..
ثارت النائبة واستخدمت آخر سهام كنانتها، فجاء الحق مرفرفا وزهق الباطل، وانتهت القصة، ونامت الدجاجات بعدما بشمن، حكيا وكلاما وهذرة وشرب شاي او «نسكافيه» في المول.
الأَمة المسبية
لماذا لا يقولون «الرجل نصف المجتمع»؟
أم ان الرجل لا يُمس.. وإن مُس فويل لمن يمسه او يذكره بشر.
لماذا.. المرأة وحدها هي التي تطأطئ لريح الرجال وتتحاشى عواصفهم، وتعيش تحت ظلالهم وتسير في ركابهم كالأمة المسبية؟
لأن المرأة.. يا حماك الله.. خلقت متعة للرجل..
تتزين له.. ويتقبح لها..
تغريه.. ويصدها..
تغويه.. فيتأبى..
ينهرها «فتطأطئ».. تبلع لسانها.. لأن صوتها عورة، وان نطقت فالويل لها ثم الويل.. الطلاق لها بالمرصاد.. والتشريد صحراء تتيه فيها طوال عمرها المقصوف.
معابة.. ان طُلّقت تنهال عليها سهام الألسن تترى.. تنهش من لحمها الحي.. ولا تدفن لحمها الميت.
تصبح كأنها قنبلة موقوتة.. الكل يتحاشاها..
تخاف منها النساء.. ويرمي الرجال شباكهم حولها.. علّها فريسة تقع في تلك الشباك..
وإن لم تتزوج.. فإن سهام النقد تطولها وتصيبها في مقتل..
تتداولها الألسن.. بين المسكنة.. والتوحش.. بين القبح.. والترفع..
فهذا لسان ملتو بحبل الكذب.. يبدي شفقة عليها.. رياء، يصفها بالمسكينة لأن النصيب ولّى عنها.. هاربا.. والرجال أصابهم العمى..
ولسان آخر متشف.. يصفها بالتوحش والشر كامن بين ضلوعها، لذلك هرب الرجال منها.. لأن الرجل يريد جارية تتغنج وتتلوى.. يريدها قارورة عطر يفتحها حين معطره ويغلقها بعدما يملأ منها خياشيمه المصاصة هواء الأرض..
وثالث لسان يصوغ الكلام وكأنه يصف لوحة سيريالية..
لها عينان.. احداهما تكشف قارة آسيا.. وأخرى تطل على المحيط الأطلسي..
وشعرها.. كصوف الخروف الصومالي..
وفمها.. أعوج.. أبعج أطعج..
وكذلك أنفها.. مشوب بصفات القبح كلها
قبيحة.. دميمة.. بشعة.. تخاوي إبليس.. وتحتضن الشيطان
أما الرجل.. فلا عيب.. ولا مثلب.. ولا نقص.. ولا نقيصة..
الرجال حمّالون لعيوبهم..
عيب الرجل يزينه..
أما كمال المرأة فمثار شك ومحل فحص ولابد من التدقيق فيه..
درر مخبوءة
فيا سيداتي.. وآنساتي.. لا تفرحن.. ولا تبتهجن.. ولا تزغردن في «يومكن العالمي» فمازالت أمكن «حواء» تحرث في ذلك الضلع.. ومازالت تسكب دموعها.. ومازالت تحت إبط أبيكن «آدم»..
ولا تصدقن أنكن «نصف المجتمع»..
انكن درر مخبوءة في جوف الصدفات في بحور عميقة لا قرار لها.. ولستن سلعا رخيصة الثمن معروضة على قارعات الطرق..
اقنعن بذلك.. وانسين أنكن «نصف المجتمع» الذي لا يشرفكن ان تنتمين اليه سواء هنا او هناك حيث تتربع هيلاري على كرسيها الجوال.
[email protected]