ما علاقة المواطن بوزارة الأوقاف؟ إذا كانت المساجد يتكفل ببنائها وفرشها المتبرعون من المواطنين، أما الأرض فيخصصها المجلس البلدي، ومهام الوقف انسلخت من الوزارة وأصبحت لها الأمانة العامة للأوقاف بجهازها الوظيفي الكامل والمستقل، وهناك بيت الزكاة وجهازه الإداري الكبير والمستقل، أما مسابقات حفظ القرآن الكريم فقد تكفل بها أهل الخير، عدا ما تقوم به اللجان الخيرية الرائدة في الخارج والداخل، الدليل على ما سبق هل تذكر عزيزي القارئ آخر ثلاثة وزراء سابقين لوزارة الأوقاف؟ أو ما الذي تميز به أو اختلف أحدهم عن الآخر؟ أو تذكر البصمة أو التطور الذي تمت إضافته وشعر به المواطن من وزير لآخر؟ كم مرة ذهبت لوزارة الأوقاف لإنجاز معاملة؟
حاولت أن أقنع نفسي بضرورة وجودها كوزارة بجهازها الإداري الضخم، فلم أستطع فهل من المعقول أن تكون الأوقاف حقيبة وزارية مستقلة، مع أن المواطن لا يشعر بعملها منذ عشرات السنين، وهناك وزارات ضخمة ومتشعبة بعدد موظفيها وإداراتها ومراجعيها ومسؤولياتها ضمت إلى وزارة أخرى شبيهة لها بالمواصفات بوزير واحد، مثل وزارة الإعلام والمواصلات وزير واحد، وزارة الأشغال والبلدية وزير واحد، وزارة العدل والشؤون وزير واحد، وزارات حملها ثقيل وهمها وبيل، أما وزارة الأوقاف فخفيف «طينة»، لذلك أتمنى من وزير الأوقاف الحالي أن يجعل من تقلده لهذه الوزارة علامة مميزة وثورة إبداعية، تبرز الجانب الحضاري الجميل للوزارة، يراها المواطن العادي أمام عينيه.
لو سألت أي مواطن: ما عمل وزارة الأوقاف؟ سيجيب على الفور المساجد، إذا ملعب الوزير هو المساجد وما حولها والمصلون هم عمار(رواد) المساجد (إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر)، جميع وزراء وموظفي وزارة الأوقاف ركزوا على صحن المسجد من الداخل ولم يفكر أي منهم بخارج المسجد فلابد أن يجد المصلي موقفا لسيارته، وبصفة عامة نتمنى الاهتمام بالشكل الخارجي لعموم المساجد، للأسف تصميم المساجد الآن يغلب عليه الطابع التقشفي والرخيص من الخارج، ثم تجد الزراعة العشوائية ومساحات ترابية كبيرة، وسور لا فائدة منه، لذلك يفضل الاستعانة بمهندس إضاءة وديكور لإبراز الجمال الهندسي بواسطة الاضاءة.
إن أجمل المباني في دول العالم هي الكنائس والمعابد من حيث العناية والتفنن بالإضاءة والحوائط والإكسسوارات الخارجية والتي تجذب المارة وتميز دور العبادة عن غيرها، أما عندنا فترى المسجد مظلما ليلا، مشوه نهارا بالمظلات الكيربي القبيحة الشكل، أو بالأكشاك، أو ببرادات الماء، أو الكراسي البالية، يستطيع الوزير أن يجرب في مسجد واحد فقط (شرط ألا يستعين بأي موظف من وزارته وهذه هي الخطوة الأولى وهي الأساس للفكر الجديد) ليرى كيف يمكن أن يتحول المسجد إلى تحفة تميزه عما حوله ببعض الرتوش الديكورية وغيرها، فإن وجد ما يرضيه، فليعممها، أو ينشئ قسما جديدا بالوزارة يهتم بالمظهر الخارجي للمساجد.
٭أمر يهم المصلين: مسجد في كيفان قطعة 7 هدم وسيبنى من جديد من متبرع، يتمنى رواد هذا المسجد أن يتحرك موقعه شمالا ناحية الحديقة لتتجمع الفراغات والمساحات الصغيرة لتصبح ساحة كبيرة لمواقف السيارات من الناحية الجنوبية أو العكس، المهم ألا تضيع المساحات في كل الاتجاهات ونخسر مواقفا للسيارات لأنه على شارع عام، نتمنى من الوزير الاطلاع على المخطط قبل التنفيذ.
[email protected]