طبعا لا أقصد الكويت وطني الذي أعشقه، وأشفق عليه، إنما أقصد كويت هذا الزمان الذي يشبه الكويت بمناخه وتضاريسه لكن الروح تختلف والقلب والعقل غير فقد نزعوهما واستبدلوهما بشيء آخر (تايوني) لا نشعر بتناغم بين ما نسمع وما نرى وكأننا نشاهد فيلما مكسيكيا غير مدبلج.
وبما أني عاصرت عهد الشيخ عبدالله السالم (1950-1965) بكل سنواته فلا زال طعم ذاك العهد أتذوقه حتى الآن لشدة عذوبته ونكهته وحلاوة أيامه، كان يرحمه الله قائدا صلبا يحمل سيف الحق «ليقطع به رؤوسا قد أينعت وحان قطافها» كانت قراراته حازمة وحاسمة ولا يدع مشكلة تنمو وتكبر بل يقضي عليها في مهدها، فصفت له الأيام، فسعت له الدول لحل مشاكلها وكان اغلبها طلب الأموال لم «يشق الكيس» ويبعثر أموال الوطن بل أنشأ مؤسسات اقتصادية (صناديق التنمية) تمول مشاريع تلك الدول بأسلوب حضاري يستفيد منه كل الأطراف.
كان عهدا لم نشعر بمشاكل تؤرق الوطن أو الحكومة أو المواطن، كان حوله رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فصدقوا في نصحهم ومشورتهم، لم نكن نعرف مشكلة البدون ولا مشكلة الديون ولا الاستيلاء على أغلى الأراضي بالدولة بوضع اليد ثم تغليفها بالترخيص المؤقت من شاليهات البحر أو مخازن الشويخ الصناعية التي أصبحت مجمعات ومولات تجارية خاصة، مشكلة سكان أم الهيمان، ومشكلة سكان إحدى القطع بمنطقة الأحمدي التي ينبعث الغاز من أرضها وغيرها كل تلك المشاكل حلها نملكه ولكن لان حكوماتنا هوايتها جمع المشاكل وتنميتها فهي تسعى لإشباع رغبتها والتلذذ بكثرة المشاكل مع علمها بان ذلك يؤرق وزراءها ويقلق مواطنيها ويشحن الناس غضبا فإن حل المشاكل اليوم يسير فغدا سيصبح عسيرا، فلنستفد من قول الشاعر: تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرا.. وإذا افترقن تكسرت أحادا.
لذلك لنشد العزم على تكسير المشاكل آحادا، أي نركز على مشكلة واحدة ونحدد زمنا نهائيا لحلها مهما كان مؤلما، ثم التي تليها لا ندع المشاكل تتراكم وتتفرع ثم نعجز ولا نملك حلها
ولنبدأ بديون المواطنين (لا نسقط أي فلس) ولكن نقطع علاقتهم مع البنوك وتشتري الدولة مديونياتهم وتعيد تقسيطها عليهم بما يسهل عليهم سدادها حتى ينزاح هذا الكابوس من على الوطن بأكمله شاملا مواطنين ومؤسسات وقادة، اعتبروا هؤلاء المواطنين دولة أخذت قرضا وهم أضمن من كل الدول في السداد (جحا أولى بلحم ثوره)
المشكلة الأعظم والأكبر هي:
1 - ولادة القرار
2 - من هو بطل القرار؟
٭ ما على الله ببعيد، فأمره بين الكاف والنون.
[email protected]