نهنئ خادم الحرمين الشريفين وولي عهده وولي ولي العهد والشعب السعودي الشقيق باليوم الوطني للمملكة العربية السعودية، داعين المولى عز وجل أن يحفظها ويديم عليها الأمن والطمأنينة والاستقرار فهي أساس الحياة الكريمة والتنمية والتقدم.
تعجز الكلمات، ولا تكفي الصفحات فيما يود القلب والعقل ان يسطره عن المملكة، شعبا كريما وفيا، وأرضا طاهرة كرمها رب السموات والأرض..
استعصى على القلم، وعجزت كل المعاني والأوصاف عن التعبير عما يكنه شعب الكويت للمملكه وشعبها، لكنى وجدت في كلمات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله من صدق المشاعر ودفء العواطف وسمو الأماني ما شعرت بأن جلالته ينطق بلسان وشعور كل سعودي وكويتي، كلمات قالها منذ أكثر من ثلاثين عاما، ففي تصريح له -حفظه الله- أدلى به قبل زيارته للكويت في 1983/11/16 عندما كان وليا للعهد:
إنني سعيد غاية السعادة بالدعوة الكريمة التي وجهها إلى أخي سمو ولي العهد لزيارة الكويت، علما بأنني لا أعد نفسي زائرا بل قادما للقاء الأهل والإخوان في كويتنا العزيز، فالمرء لا يزور وطنه، انه يقيم روحا في جميع بقاعه، وإن كان يتنقل جسدا في بعض أرجائه، ولا خلاف أن لنا معشر الكويتيين والسعوديين وطنا واحدا وعالما وحيدا إنه الوطن العربي والعالم الإسلامي، شأننا في ذلك شأن جميع الأقطار العربية والإسلامية، لاسيما دول مجلس التعاون الخليجي، حيث جعل ميثاقها نواة للوحدة العربية ومنطلقا إلى الاتحاد الإسلامي، ولذلك فليس ثمة وطن أول ووطن ثان ولا وطن كبير ووطن صغير، بل إن لنا جميعا وطنا واحدا وعالما وحيدا وطننا العربي وعالمنا الإسلامي، كما أنني لا أرى في قدومي إلى الكويت الشقيق فقط فعل ترسيخ لجذور تاريخنا المشترك، ولا فقط فعل إيمان بمصيرنا المشترك، ولا فقط فعل ملاحقه لآمالنا المشتركة، بل أرى فيه استمرارا لمسيرتنا على الطريقة التي شقها لنا أجدادنا من قبلنا وحددوا اتجاهها وعينوا أهدافها، فتاريخنا واحد بحكم العقيدة لا بحكم السياسة، ومصيرنا واحد بحكم الأخوة لا بحكم الظروف، وآمالنا واحدة بحكم المبادئ لا بحكم المصالح، ولذلك فإننا حينما نلتقي لا نبحث عما نريد، فنحن نعرف ماذا نريد، بل نبحث عن أفضل الوسائل لتحقيق ما نريده، فإرادتنا واحدة وطريقنا واحد وغايتنا واحدة ألا وهي مجد العروبة بعزة الإسلام.
كلمات نابعة من القلب، ومبادئ راسخة، وصفاء بالنوايا، ونظرة ثاقبة للمستقبل، إنها المملكة وإنه لابنها البار انه خادم الحرمين الشريفين إنه أبو متعب نسأل الله العلي العظيم أن يحفظ المملكة وقائدها الملك عبدالله بن عبدالعزيز وشعبها الوفي الكريم ويديم الأمن والاستقرار في ربوعها.
[email protected]