أحيانا نتساءل عن سر القبول والمحبة لشخص معين، فتأتي الإجابة في هذه الآية الكريمة: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا).
لا يقاس حب الأشخاص بكثرة رؤيتهم، فهناك أشخاص يستوطنون القلب رغم عدم اللقاء بهم، ما أروع الحب في الله!
إنه سلمان بن عبدالعزيز، ملك، وابن ملك، وأخو الملوك، حمل المسؤولية منذ الصغر، تربى وتعلم في كنف الملك المؤسس عبدالعزيز، تشرب منه الحكم والحكمة، فكان أساسه صلبا وقويا، ثم في عهد أخيه الملك سعود، رحمه الله، فقد كان مراقبا له ليضيف لعلمه الكثير، أما أخيه الملك فيصل فكانت له فلسفته الخاصة طبقها في أيام حكمه، رحمه الله، فاكتسب من هذه الفلسفة الشيء الكثير، ثم تلاه الملك خالد فكانت لمسة حنان وود أضافها على أيام حكمه، رحمه الله، فالتقطها جلالة الملك سلمان وأضافها لمخزون علمه، ثم جاء شقيقه الملك فهد، طيب الله ثراه، فكان جامعة لكل العلوم «لكثرة الأحداث» فاستوعب دروسها «الملك سلمان» بكل اقتدار، وأضافها لرصيده، ثم جاء حكم فقيدنا الغالي الملك عبدالله، طيب الله ثراه، فكان له أسلوب آخر لكنه بنفس نهج والده وإخوانه، ولا ننسى أولياء العهد الأمير سلطان والأمير نايف، رحمهما الله، فقد كانت أقوالهما وأفعالهما دروسا سطرها التاريخ، كل تلك السنين يوما بيوم وشهرا بشهر دروس وخبرات بكل ألوان الطيف ولكل منها طعم ولون، ولا ننسى قيادته لإمارة الرياض والهيئات الأخرى والتي زادت من روابط القربى بينه وبين أفراد الشعب فتلمس حوائجهم ونقلها للقياده وسعى بنفسه لتفريج كربهم.
إن ما يملكه جلالة الملك سلمان بن عبدالعزيز من علوم الحياة وتجارب اكتسبها ممن سبقه، قد ترسّخ وتجمّع في عقله ووجدانه، وسيستكمل جلالته مسيرة النهضة في المملكة بنهج ثابت ووسائل حديثة ودماء جديدة.
فنحن قوم «إذا مات منا سيد قام سيد.. قؤول لما قال الكرام فعول».
[email protected]