«الحمد لله الذي فضلنا بنعمه على كثير من خلقه» فبالحمد والشكر تدوم النعم وتزيد (لئن شكرتم لأزيدنكم) ما أجملها من نعمة - صحة الأبدان مع أمن الأوطان - أما زوال النعم وأهمها نعمة «الوطن الآمن» الذي تجد فيه غذاء البدن، متيسرا ورخيصا، وتجد فيه غذاء الروح سهلا ويسيرا، وتعبد ربك خاشعا دون خوف.
مهما كانت ديانتك فقد قال الله تبارك وتعالى: (لكم دينكم ولي دين)، نعمة يجب علينا أن نحافظ عليها، ونعض عليها بأسناننا، فالتفريط فيها يبدأ بالترف، والفسق، والطموح الزائف، يقول الخالق سبحانه وتعالى: (وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا). هذه ليست دعوة للخمول والكسل ولكن هذه دعوة للانتباه والتأمل فقد (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس).
فحين ترغب في الصعود درجة إلى الأعلى فحافظ على ثبات ورسوخ الدرجة التي أنت عليها، وقبل أن تقفز للدرجة التي تعتقد أنها الأفضل تثبت وتأكد أنها تناسبك (وزنا وحجما وطولا.. الخ)، لذلك فان حفاظك على ما أنت عليه الآن (من النعم) هو الأهم، فهو ملاذك وحصنك المضمون لك ولأهلك وأولادك، فعندما يخيب ظنك في أفكارك وتفاجأ بنتائج مغامرتك بتغيير الواقع الذي انت عليه الآن، انظر حولك وقارن فأنت ووطنك في فرن كبير مشتعل تتراقص حوله ألسنة اللهب، ويتطاير منه الشرر في كل اتجاه، بينما نحن بنعمة ربنا في أمن وسلام، وكأن الله سبحانه وتعالى أمر هذه النار التي حولنا أن تكون بردا وسلاما على الكويت، بسبب يعلمه هو سبحانه، ربما أعمال البر والخير، أو ربما جعل الله الكويت سببا يرزق الله بها الكثيرين من خلقه، فحفظها بحفظه»، (فالله خير حافظا وهو ارحم الراحمين).
لذلك حذرنا الله سبحانه وتعالى بقوله: (ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وأن الله سميع عليم)، واعلموا يا أهل وطني أن إبليس الذي غوى ووسوس لأدم وأخرجه من الجنه هو نفسه أو قبيله من يوسوسون في عقول البعض الآن ويمنونهم ليخسروا ما هم عليه من نعم الله تعالى، قال ربنا سبحانه وتعالى: (فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى)، فيا أهل وطني لا تطيعوا الشياطين، كما أطاع أبونا ادم ابليس فخسر الجنه ثم ندم وعاد يرجو المغفرة والعودة لما كان عليه من قبل (في الجنة ولكن..) هذه الغلطة أصابت كل ذرية آدم بأن فقدوا العيش بالجنة يقول عز وجل على لسان آدم: (قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين قال اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين)، هذا نتيجة من يكفر بنعمة ربه التي هو فيها ويبحث عن أفضل عند ابليس أو عند تحريض بعض البشر! فهل هناك أفضل من نعمة الله؟ يقول المثل الشعبي: «من أراد عافية فوق عافيته زاده الله مرضا»، وأنا أقول: «من أراد نعمة فوق نعمة الله عليه أعطاه الله العذاب».
أكرر ما أقوله :لا أدعو به للخمول والكسل ولكن أدعو للتعقل والتأمل والانتباه، أعجبني قول الشاعر السبيعي (ذياب بن غانم):
يقول الفتى الزغبي ذياب بن غانم
تعال يا ذاك الزمان تعال
تعال يا ذاك الزمان بخيرك
ولكل عصر دولة ورجال
[email protected]