بداية، اسمح لي يا معالي نائب رئيس مجلس الوزراء، ووزير المالية، أن أخاطبك بـ «ابني»، لأنني بعمر والدك، وربما أكبر.
ولأنني أرى فيك مستقبل الكويت، وممثلا لشبابها، وشعلة نموها، فكل حرصي أن تستمر شعلتها متقدة، وحرصي كذلك على أن أشعرك بأن أهل الكويت، يتابعون نشاطك بكل فخر واعتزاز، لذلك سأخاطبك كمواطن، نيابة عن أهل الكويت، أهل المروءة والشهامة، أهل القيم والأخلاق الراقية، فرسان البر والبحر، هؤلاء هم أهــل الكويت، الذين لا تخرج من أفواههم العيبة، ولا يفترون على احد ولا يظلمون، لأنهم استجابوا لقول ربهم: (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد) فحفظوا ألسنتهم من الغيبة والنميمة والافتراء على خلق الله، هؤلاء هم أهل الكويت الطيبون الخيرون، أما سفهاء القوم عديمو الأخلاق والدين، فإن هم يحسبون علينا عددا، فلا نحسبهم منا ولا نحن منهم، أو كما قال الله: (إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا). معالي نائب رئيس الوزراء ووزير المالية ابني أنس: إنا نرى فيك شموخ نواخذة أهل البحر وشجاعتهم، وفروسية أهل البادية وكرمهم، وكان الصبر شيمتهم، فاجعل الصبر سلاحك، والعمل والإنجاز وقودا وذخيرة لترهب به عدو الله وأعداء الوطن الذين لا يرجون لهذا الوطن خيرا، ولا تنمية.
معالي نائب الرئيس ووزير المالية ابني أنس: يقول الله سبحانه: (واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور).
ما أصابك وأهلك من قول الحاقدين والحاسدين ما هي إلا درجات تدوس عليها لترتقي للأعلى، فكلما وضعت قدمك على ما تنطق به ألسنتهم ارتفعت هامتك فوق رؤوسهم، يقول الشاعر:
اصبر على كيد الحسود فإن صبرك قاتله
فالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله
إن النجاح تلو النجاح يغيظهم، انهم خفافيش ينشطون في الظلام ويخافون من النور، يختبئون خلف شاشات الأجهزة، يكتبون زورا وبهتانا، لا يعلمون أن قولهم وفعلهم يسطر في كتاب، عندها سيقولون: (يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا)،
معالي نائب رئيس الوزراء ووزير المالية: الوطن غال، وثقة صاحب السمو الأمير- حفظه الله- مسؤولية، والكويت وشعبها الحر الأصيل أمانة في عنقك، وانت كفؤ لهذه المسؤولية، فلا تتأثر بما يقول السفهاء وأراذل القوم من همز ولمز، وامض في الإصلاح ما استطعت، ولا تلتفت لهرجهم ومرجهم، وتذكر أن خير خلق الله ورسوله سيدنا محمد صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه، وهو قدوة كل مؤمن، لم يسلم هو وأهله من الأذى، واعلم انه كلما زاد الأذى، دل ذلك على نجاح إصلاحاتك، وانحسار الفساد، قال الله تعالى: (ومن يتوكل على الله فهو حسبه).
[email protected]