أقولها لكل أبنائي: إياكم أن تنخدعوا وتدرسوا الطيران المدني من خلال الكويتية، «أو تأملوا بالعمل بوطنكم» كما انخدع الطيارون الكويتيون الآن، الطيران مهنة راقية، وترفع الرأس، لكن في الكويت عكس ذلك، تميتك وأنت حي! كيف؟
عادة بعد الثانوية العامة يتوزع الطلبة على الجامعات، وبعد 4 سنوات يحصل الطالب إما على بكالوريوس أو ليسانس، وبعد سنتين يحصل على الماجستير، وبعد سنتين أخريين يحصل على الدكتوراه، يعني خلال 8 سنوات يحصل على أعلى درجة في التعليم «الدكتوراه» ويمتلكها للأبد (ويرقد آمنا) ويتعين بها بكل الوزارات والهيئات واللجان دون السؤال عن تخصص الدكتوراه.
أما الكابتن طيار في الخطوط الجوية الكويتية فمثلما حياته في مهب الريح، فكل شهاداته الدراسية ورخصة القيادة في مهب الريح أيضا، احسبوا معي بالسنين مشوار وطريق طالب كلية الطيران حتى يصبح كابتن (قائد طائرة):
- يدرس الطيار في كلية الطيران مدة سنتين يحصل بعدها على دبلوم عال فني من بريطانيا وبعد التخرج ينضم إلى الخطوط الجوية الكويتية كمتدرب.
- يظل المتدرب سنة أو أكثر في مرحلة التدريب ويحمل خيطا واحدا على كتفه، وبعد اجتياز هذه المرحلة بنجاح يترقى إلى:
- مساعد قائد طائرة (ب) حاملا على كتفه خيطين، يظل على هذه الرتبة على الأقل 3 سنوات حتى يجمع 1500 ساعة طيران ليترقى إلى:
- مساعد قائد طائرة (أ) ومن بعدها يطير ليجمع 3000 ساعة طيران، وهذه تحتاج على الأقل 3 سنوات أخرى ليترقى إلى:
- قائد طائرة «أعلى» حاملا على كتفه 3 خيوط، ثم بعد ذلك يحتاج ليجمع 5000 ساعة طيران وتأخذ هذه الفترة 4 سنوات على الأقل، ثم يدخل في «التقييم» لمشروع قائد طائرة (كابتن) إذا اجتاز جميع الاختبارات، (وهذه تعتبر مرحلة مفصلية وحرجة للطيار).
- يدخل الطيار مرحلة «التقييم الدقيق» يقوم فيها بالطيران مع طيارين كباتن كبار، بدرجة «مدرب»، يتم تقييم مستواه فيها وكتابة تقارير سرية جدا، وبعد 12 تقييما من مدربين مختلفين، أثناء رحلات طيران مختلفة، بعدها يجتمع جميع المدربين الذين راقبوا الطيار في عمله، تتم فيها مناقشة مستوى الطيار وهل هناك أي ملاحظات تمنع استمراره بمرحلة التدريب ليصبح «قائد طائرة»، ويتم ذلك بالتصويت على مستقبل الطيار ويجب أن يحصل على عدد فوق النصف ليدخل مرحلة اختبارات أخرى.
- يدخل كورسات كاملة على الطائرة التي سيتم اختياره قائدا لها، ومن ثم يذهب إلى الطيران التشبيهي، مع مدربين مختلفين، يقوم فيها بعمل 8 حصص تدريبية، كل حصة تتكون من 4 ساعات، وفي حال اجتيازه الحصص الـ 8 بنجاح، يتم اختباره بحصة مختلفة، مدتها 4 ساعات مع كابتن مدرب من الخطوط الجوية الكويتية وبحضور كابتن مدرب من «الطيران المدني» للإشراف على جودة التدريب، وفي حال النجاح يعبر إلى المرحلة الأخرى.
- في هذه المرحلة: مجموع ساعات التدريب 150 ساعة طيران، تنقسم إلى قسمين (75+75) مرحلة الـ 75 ساعة طيران الأولى، يقوم بالطيران برحلات تجارية طبيعية، مع «كابتن مدرب» يكون جالسا بجانب «الكابتن المتدرب» وإذا اجتاز هذه المرحلة، يدخل مرحلة الـ 75 ساعة طيران الأخرى يطير فيها وبجانبه «مساعد قائد طائرة» تحت إشراف «كابتن مدرب» يكون جالسا بالكرسي الإضافي، في قمرة القيادة، وإذا اجتاز هذه المرحلة، يطير برحلة نهائية مع «مساعد قائد طائرة» و«كابتن مدرب» لاختباره، وعند اجتيازه هذه الرحلة بنجاح، تتم ترقيته إلى درجة «كابتن».
تأخذ مرحلة تدريب «الكابتن» سنة على أقل تقدير، هذا عدا الدورات الإجبارية التي تفرضها هيئات الطيران المحلي والعالمي، والتدرب على موديلات الطائرات المختلفة.
خلاصة القول: حتى يصبح ابنك «كابتن» قائد طائرة يحتاج 13 عاما بعد الثانوية أي ضعف دراسة الطب والهندسة مع العلم أن الأخيرتين شهادتهما لا تموت، وصحة أبدانهم لا تمنعهم من أداء الوظيفة أما شهادة الطيران (والليسن) فلابد أن تكون «طازجة باستمرار» فإن مر 45 يوما دون طيران يسقط الليسن ويعود الكابتن طالبا، وكلما زادت المدة عاد به السلم الدراسي للخلف أكثر، وهذا ما يخشاه الطيارون، واليوم قيادة بلادي ممثلة بالحكومة تقوم بنحر أبنائنا وقتل ماضيهم ومستقبلهم، بتسريحهم من طيرانهم الوطني «الكويتية» وتطفيش 35 كابتن طيار بعد كل هذه الدراسة والخبرة وتوظيفهم بالأوقاف والأشغال وغيرهما مع كامل رواتبهم (عبء مالي على الدولة، دون إنتاج) وبالمقابل تقلل الشركة المصروفات، بطيارين وافدين، لأجل خصخصة الناقل الوطني، وبيعه بثمن بخس، إن ما يحدث هو لـ «حاجة في نفس يعقوب» سيكتشفها الشعب إن آجلا أو عاجلا، وتصبح وصمة عار في تاريخ الوطن.
اليوم الطيارون، وغدا الأطباء والمهندسون والصيادلة وغيرهم، والسبب «الدينار» أغلى من «الوطن والوطنية». إن على نواب الأمة أن ينتبهوا لهذا الغزو الجديد، إنه دمار لشباب الأمة، وإحباط لطموحاتهم، هل يختارون القسم العلمي ام الأدبي؟
يا نواب قبة عبدالله السالم، أبناؤنا في رقابكم!
[email protected]