لم يكن هذا موضوع مقالي، لكن.. عظم الحدث، وخوفي على وطني، وأبناء وطني جميعا، فرض علينا الكتابة عنه، لا يختلف اثنان في أن ما يحدث في سورية مأساة بشرية، ووحشية بربرية، وقتل على الهوية، أفعال لا يرضى بها العدو قبل الصديق، ولا يقبل بها المجنون قبل العاقل، وليست في قواميس الحروب، ولا بأخلاق الفرسان والعسكرية، وليست على بال الأباليس، كما أن الشيطان الرجيم يتبرأ منها، والمصيبة، أن لا حول لنا ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، ثم بما رزقنا الله من نعمه، نتشرف ونؤجر اذا تبرعنا لإغاثة المحتاجين، وعلاج المصابين، وإغاثة اللاجئين، ورعاية أبناء الشهداء والأرامل، ولو أنها أضعف الإيمان، لكننا تخصصنا بها، وحافظنا على استمرارها، في كل الازمات والكوارث، دون أن نسأل أو نشترط أو نحاكم أحدا، فقط نردد: «اللهم ارفع عنهم هذا البلاء وعافنا مما ابتلاهم» ولكن.. لابد أن نتعظ، ونتحصن ونعرف الأسباب.. كيف بدأت فتنة الشام؟ ومن أشعل شرارتها؟ وهل كانت بتخطيط وترتيب، كما يحصل في جميع الانقلابات والمتغيرات؟.. أبدا.. وستين أبدا.. لقد بدأت بصيحات لسان! بتقليد البعيدين، بالتطاول على القريبين، سواء بالتهديد أو التحدي الطفولي غير المتكافئ، مجرد صيحات بالشوارع، تطلق الأعيرة اللفظية، تدوش ولا تقتل، لكنها توقظ الفتنة، وتفتح أبواب جهنم، ألفاظ وكلمات يستهين بها قائلها، وهو يعلم أن حروفها ومفرداتها كانت معجزة رب العالمين، حروفها آيات القرآن الكريم، حروف مقدسة، وحروف نطق بها خير البشرية رسول السلام والمحبة، حروف فيها شفاء ورحمة، فكيف تجعلون منها شرارا ولهبا، تصهر الحديد وتشعل الحطب، حروف وكلمات يخاطب بها العبد ربه بالصلاة والدعاء، لا تجعلوها وقودا لإشعال الفتنة بين أفراد الشعب، فتكون أدلة وبراهين تقودكم للسجن أو المنفى، لماذا لا تتعظون وتعتبرون، مما حصل لزملائكم، زلة لسان أودت بهم الى ما صاروا عليه الآن، فتحطمت قلوب أهلهم وأحبابهم، كل كويتي يحمل في قلبه شعورا بالحزن والحسرة لما حصل ويحصل في سورية عامة وحلب خاصة.
إن ازهاق أرواح المسلمين، الذين شهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، على يد الملحدين الشيوعيين، وبأسلوب الإبادة الجماعية، سيسألنا الله عنه، لا ننكر ذلك، ولكن لا نطفئ نارا بنار، فلا نطفئ نار الشام (اذا استطعنا) ونشعلها في الكويت، (إن الله لا يكلف نفسا الا وسعها) بلادنا بلاد الانسانية يقودها قائد الإنسانية، وهو ولي الأمر والحكمة، متى ما أمرنا فنحن طوع أمره في المال والنفس، لأن طاعته فرض رباني (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم).
إن أمن الكويت واستقرارها، قوة لسورية وللشعب السوري، فلا تدعوا أنكم ستطفئون نار حلب وسورية بإشعالكم النار في الكويت، سورية عزيزة على كل كويتي، ويؤلمنا ما يؤلمهم، فدعونا متعافين بالأمن والاستقرار، حتى نستطيع أن نعينهم على الشفاء مما أصابهم، ونكون عونا لهم في السراء والضراء، لا تسعوا الى خراب ديار المسلمين، بلدا بلدا وانتم تجهلون عواقب ما تفعلون، احفظوا ألسنتكم، وارفعوا أيديكم بالدعاء الى الله ان ينصر الحق، ويزهق الباطل، ويحفظ أرواح المسلمين، وأعراضهم، وأموالهم، وان يرزقهم السلام والوئام، ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، فالدعاء أقوى سلاح حين يخرج من قلب مؤمن طاهر الى رب سميع الدعاء قريب يجيب دعوة الداعي اذا دعاه، إن الله على كل شيء قدير.
[email protected]