الكلمة السامية لصاحب السمو الأمير، حفظه الله، عند استقباله مجلس إدارة النادي العلمي برئاسة م.أحمد المنفوحي يوم الاثنين، التاسع من يناير 2017 كانت هي الحافز لكتابة هذا المقال، ففي 25 يناير 2016 أي منذ عام بالضبط كتبت مقالا بعنوان «المنفوحي ارتقى.. فهل ترتقي البلدية معه» من قرأ المقال استشعر بتفاؤلي الكبير بارتقاء البلدية..والأكبر ثقتي بالمهندس المنفوحي..المستقبل والأمور الغيبية بيد الله سبحانه، أما التنبؤ أو التوقع فهي فراسة ذهنية تعتمد على ذخيرة من المعلومات والخبرة، وقليل من الاحتمالات، بالإضافة إلى السيرة الذاتية لـ«أبو عبدالله» وقد شرحتها في المقال السابق، بأسلوب علمي، وقد نبهت م.أحمد المنفوحي إلى أن الحمل ثقيل جدا، والناس لا ترحم، وقد ذكرته بمقولة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، أطال الله في عمره، حين قال: «فساد البلدية ما تشيله البعارين» هذا القول وهذا التشبيه يعكس عن عدم رضا سموه على البلدية، ربما لم تع الإدارات السابقة مغزى هذه العبارة، ومرت عليهم مرور الكرام، رغم قسوتها حين تخرج من أب رحيم وقائد حكيم.
ويشاء الله أن يأتي بالمهندس أحمد المنفوحي (نتيجة التسلسل الوظيفي، وقوانين التقاعد) ويباشر عمله بهدوء، وبثورة صامته هزت عروش الفساد، وردمت منابعه، أصبحت الامور أكثر وضوحا وشفافية واتقانا باستخدام التكنولوجيا وأجهزة الكمبيوتر في كل أمور البلدية، مما زاد في التنمية والتطور.
بعد أقل من عام بقليل (أي من يناير 2016 الى يناير2017) من عمر مسيرة م.المنفوحي في قيادة البلدية، يشيد سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله، بإنجازات البلدية، ويشيد بإدارتها، ويبدي رضاه بالخطوات الإصلاحية التي تمت خلال عام، وكأن مارد البلدية خرج من قمقمه ونفض الغبار، وأشعل الهمم، فتسابق الجميع لتحسين صورة البلدية، وخرجت قوافل البعارين تحمل فوق ظهورها فساد المفسدين.
إنني كمواطن حين أرى وأسمع من ولي الأمر كلمات عتب يوجهها لمرفق من مرافق الدولة، «فساد البلدية ما تشيلة البعارين» يقولها بأسلوبه اللغوي البلاغي، السلس، والسهل الممتنع، «كناية» لعدم رضاه، «فشبه» الفساد بالأحمال الثقيلة، و«استعار» البعارين لحملها، صورة بلاغية شاملة تعطي إحساسا شاملا بعدم القبول وربما بالتشاؤم.
ولكن بعد مرور أكثر من عشر سنوات استبشر بكلمات رضا وقبول وثناء من ولي الأمر لجهاز نفس المرفق (البلدية) ما هو السر؟
السر واضح وجلي، هو اختيار ولي الأمر «للرجل المناسب في المكان المناسب» ليس هذا فحسب، بل يتم وضع هذا المرفق تحت سمع وبصر القيادة، وتقييم إنجازاته.
إن متابعة وملاحظة سمو الأمير، حفظه الله، لما تم في البلدية من تطوير وحسن أداء. لهو دليل على متابعة سموه لكل مرافق الدولة، وان من يعمل بإخلاص يستحق الإشادة والثناء.
يقول عز وجل: (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره)
نسأل الله العلي القدير أن يحفظ سمو أميرنا المفدى وأن يعينه ويطيل في عمره ويحفظ لنا الكويت وأهلها.
ملاحظة: كل أحداث المقال في يناير، ما أجملك يا يناير خصوصا ليلة 17 الساعة الثانية فجرا عام 1991 - بداية التحرير.
[email protected]