وصلني من المربية الفاضلة الاستاذة منى (أم خالد) فيديو (عبر رسالة واتساب) تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي لقيمته الوطنية، وفكرته الابداعية، فجر براكين الافكار في رأسي، شعرت بشوق وحنين للوطن، إنه «البر بالوطن» وعمق الولاء له.. كيف نشعر بأننا نحب ونبر وطننا؟ كيف نثبت أن ولاءنا وعشقنا له؟ هل بالغناء والتصفيق والرقص؟ أو بالعبث بأرضه وبحره وسمائه؟ هل سألت نفسك يوما كيف أسدد الدين والفضل لوطني؟ ولو من باب التذكير والاعتراف بفضله، سؤال أجابت عليه السيدة نادية مصطفى السلطان عمليا.
فبادرت، جزاها الله خيرا، بالتبرع بعمل مشروع تجميلي يسر الناظرين بأحد الدوارات بمنطقة الشويخ السكنية وحرصت على أن يكون تحفة، ولوحه فنية، لتعطي درسا لوزارات الدولة وأولهم مسؤولو هيئة الزراعة والبلدية بأن البنية التحتية والتجميل.. وغيرها ليست رصيفا واسفلت وشجرة، بل ماء وخضرة ورخام وكراسي وغيرها من ابداعات العلم والحضارة، ان مستوى الذوق عند الكويتيين راق جدا، وارقى من ذوق موظفي تلك الهيئات، والدليل انظروا وقارنوا مساجد المتبرعين والمستوصفات، والمستشفيات الخاصة، إنه درس لو تسابقنا به (وتشيحطنا) كما نتسابق في تجميل بيوتنا من الداخل، لجعلنا من وطننا جنة.
اني أجزم ان لكل كويتي طاقة وعزم ووطنية لكنه مقيد ومحبوس بسجون قوانين عفّى عليها الزمن، وبعقول متحجره لبعض المسؤولين. إن المجلس البلدي والبلدية اللذين اختزلا عملهم بقوانين البناء والتراخيص، يا ليتهم يخصصون إدارة يكون عملها وعلاقتها فقط بالتجميل وكل ما يتبعه، تجميل الساحات، والدوارات، ومباني الدولة كالمحولات، وابداء النصح لملاك العقارات التي في واجهة الشوارع الرئيسية بأفكار تزيد من جمالها (هناك دول تجبر اصحاب العقارات على لون او شكل معين).
إن للانسان في الكويت حقا في ان يستمتع بجمال الالوان والاشكال والابداع الفني، نعم نحن (كشعب وحكومة) نملك عصا سحرية (هو المال والعزم) لتغيير الواقع للأجمل لكن «الفيتو» الحكومي الموروث من الماضي مهيمن على حياتنا.. هذا ممنوع وذاك محظور. اطلقوا سراح المواطن يساهم بتجميل وطنه، وارشدوه بنوع وشكل العمل، ولا تعقدوا الامور.
وأخيرا كل الشكر والتقدير للسيدة نادية السلطان على هذه المبادرة الوطنية والتي لها دلائل كثيرة أولها أنها فتحت بابا جديدا يشعرك بحب الوطن، ثانيها أن أي عمل مهما صغر او كبر فهو خدمة للوطن، ثالثهما اثبتت أن المرأة هذا ميدانها الجمال والذوق الرفيع.
تحية لكل من تبرع لوطنه وترك بصمة خير ينتفع منها سكان الكويت.. والكويت تستاهل.
[email protected]