لم أكن أرغب في أن أكتب في هذا الموضوع ظنا مني أنها ستحل سريعا بحبة خشم، أو فزعة الكبار، أو نخوة، أو شيمة، أو حشيمة، هذا ما كنت أتوقعه، ولي العذر بذلك لأن الخلاف ليس شيئا ماديا ملموسا كخلاف حدود أو ثأر دم لا قدر الله، أو خلاف أيديولوجيا بأنظمة الحكم، انه اختلاف بالأفكار والنظريات والنهج السياسي، وهذا النوع من الاختلاف يسهل حله إذا كانت النفوس كبيرة وعظيمة، وكانت النوايا على فطرتها الأصيلة طيبة وسمحة، نحن ستة إخوة متشابهين جمعنا الله في كل الصفات، حتى في صلات الرحم والنسب، ولله الحمد والشكر والمنة، لماذا نختلق الاختلاف؟
ثلاثة اخوة اجتمعوا على رأي والأخ الآخر له رأي آخر، والأخ الخامس نأى بنفسه عن الخوض بالخلافات حتى لا يضخم الأمور، أما شقيقهم الكويتي (صاحب السمو الأمير صباح الأحمد) حفظه الله ورعاه.. كبير المقام والسن أطال الله في عمره، فهب لإطفاء الشرر، لم يمنعه صيام الفرض وعناء السفر، من بذل الجهد للإصلاح بين الأشقاء، فهذا الشقيق عينه اليمنى وذاك الشقيق عينه اليسرى، ولا غنى عن العينين، لله درك يا صاحب السمو، وعند الله أجرك إن شاء الله، كم نحن (شعب الكويت) يا صاحب السمو فخورون بمسعاك وجهدك لإصلاح ذات البين، سائلين المولى عز وجل أن يكلل عملك بالنجاح بالدنيا والأجر والثواب بالآخرة إنه سبحانه سميع مجيب.
لذلك وجب علينا نحن شعب الكويت أن نكون سندا ودعما ومؤازرة لقائدنا قائد الإنسانية والسلام، يجب علينا أن نلتزم الصمت، ولا نكثر القيل والقال، ليس قصورا منا أو تقصيرا، أو«مسك العصا من النص» بل واجب علينا ما دمنا نسير خلف قائدنا الذي يسعى للسلام وحل الخلاف والاختلاف، فالقاضي والحكم لابد له أن يكون وسطا، يكتم كل مشاعره ولا يبدي أي ميل لأي طرف، ويكون متوازنا في القول والفعل حتى يكسب ثقة كل الأطراف، لينجح في مسعاه. رغم سهام اللوم والعتب التي تصيبه نتيجة هذا التوازن في الشعور والأحاسيس، فـ «لوم وعتب الحبيب مثل أكل الزبيب».
نعم لنا رأي، وفي قلبنا غصة، وفي أعناقنا دين، وعلى أكتافنا أحمال، لكننا الآن نلتزم الصمت حبا واحتراما وتقديرا لوالدنا «العود» الذي ضحى براحته ليطبب ويشفي علة «مجلس التعاون» فلا نكون كقوم سيدنا موسى ما إن ذهب ليقابل ربه حتى نكث القوم بعهدهم معه، حاشا لله.
إن شعب الكويت كله خلف صاحب السمو الأمير وسطاء خير وسلام، نطفئ النار ولا نزيدها حطبا، مبدؤنا قول الحق (والصلح خير) لا نخالف ولي أمرنا الذي يدعو ويسعى إلى الصلح، فنقول قولا يخالف مسعاه، ولا نفعل فعلا يضاد توجهه، كتب الله علينا (أميرا وحكومة وشعبا) واجب الصلح بين الاشقاء فلا نحيد عن خط رسمه صاحب السمو لمنهج الصلح، ولا نخرج عن طابور أوله وقائده صاحب السمو الأمير حفظه الله، فكلنا سند وعضد لسمو أميرنا المفدى، فلا نزل بكلمة نقولها بالإعلام تغيظ سموه، ولا نفعل فعلا أمام الملأ يحرج سموه، كونوا كظل سمو الأمير في القول والفعل، حتى يصل سموه الى حل إن شاء الله، وتطيب النفوس، ويعود النفس النقي لصدورنا، ونعفو ونغفر ما بدر منا على بعضنا حتى يغفر ويعفو ربنا علينا انه هو الغفور الرحيم.
اللهم انت السلام ومنك السلام، وإليك يرجع السلام، ارزقنا السلام والمحبة والوئام، اللهم ندعوك أن تصلح ذات بيننا، وان تبعد عنا القيل والقال، وان تطهر قلوبنا وأفئدتنا ونهج سلوكنا، وأن تبارك لنا فيما أعطيتنا، وأن تجعلنا من أسباب الخير والنعمة والسلام في الدنيا.
ونقول كما قال نبي الله موسى (فقال ربّ إني لما أنزلت إليّ من خير فقير).
[email protected]