[email protected]
ما يجري في بيتنا الخليجي من توافد وزراء خارجية الدول الغربية الكبار، ورحلاتهم المكوكية بين عواصم بيتنا الخليجي، وحرصهم على التهدئة، وحل الخلاف، لا يعتقد البعض ان ذلك حبا لنا، أو أنهم حريصون على وحدتنا، أو أنهم يستشعرون بالألم الذي يشعر به كل خليجي مخلص لوطنه، إنهم يخشون على مصالحهم المنتشرة بين أقطارنا الخليجية، إنهم يجتهدون لإبعاد مصالحهم من المساس بها أو التلويح بها أو استخدامها كسلاح (اقتصادي) ضد طرف ما، إن زناد هذا السلاح هو «جملة استفهامية» تقول: يا الشركات الأجنبية أنتم معنا أم معهم؟ فإن كنتم معنا فاتركوهم وانسحبوا من ديارهم !! وإن كنتم معهم فاذهبوا لهم واتركونا وصفوا أعمالكم في بلادنا... هذا السؤال إما يدمر الشركات أو أن حكومات تلك الشركات... تدمر بلدا !!
والتاريخ يشهد (عقاب شركات النفط لرئيس وزراء إيران مصدق حين مس الخطر الشركات)
فلذلك الحكمة واجبة، يقول المثل الخليجي «ما يحك ظهيرك إلا ظفيرك» وعلى وزن المثل «ما يفك الحديد الا الحديد» أقول «ما يفك أزمة الخليج إلا ابن الخليج» فقلبه وعقله وكل مشاعره تستشعر الخطر وتنبض بالحب النقي لكل أبناء الخليج والخوف عليهم من شر مستطير، كلنا فداء لدولنا الخليجية بأموالنا وأرواحنا فلا يبخل احد على وطنه بأقل من ذلك، إننا كشعوب وأوطان أمانة بأعناق قادتنا، والله يأمرنا بكتابه الكريم (والصلح خير).
إن السعي المشكور لصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد لما يحمله من حب وتقدير لكل اخوانه قادة الخليج وكذلك بما يحملونه لصاحب السمو من احترام ووقار وشعور القربى (أب وعم وأخ) لهو كفيل بأن تتحطم أمامه كل الصعاب، ولأجل عين تكرم ألف عين، وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم، وتأتي على قدر الكرام المكارم.
أسرد هذه القصة التي سمعتها لعل بها عبره، بعد ما سمعنا نشرات الأخبار، يحكى أن أهل قرية كانت لهم بئر يشربون منها وحصل أنهم كلما أنزلوا الدلو في البئر أتى الحبل بلا دلو وتكررت هذه الحادثة حتى كانت مصدر إزعاج لعدم معرفة السبب حتى قالوا: انها بئر مسكونة بالجن وقالوا فيما بينهم نريد أحدا من أهل القرية ينزل في جوف هذه البئر ويأتينا بالخبر فتبرع أحد أبناء القرية لتلك المهمة ولكن هذا الرجل اشترطت أن يأتي أخوه ويمسك معهم الحبل الذي سوف يربط فيه فاستغرب أهل القرية من شرطه العجيب، وطلبه الغريب !! وقد استدعوا واستنجدوا بأقوى رجال الدول الكبيرة للقيام بهذه المهمة.... حاولوا اقناعه بكل السبل ولكن دون جدوى، فهو متمسك بأن يكون أخوه معه، ليشد عضده (ويشد الحبل).
وافق أهل القرية على طلبه وأتوا بأخيه ليمسك معهم الحبل ونزل الرجل ليستكشف الخبر فوجد قردا داخل البئر وكان هو الذي يفك الدلو داخل البئر فقبض على القرد وحمله على رأسه دون ان يخبرهم وقال لهم: اسحبوا الحبل فلما صعد ووصل لفوهة البئر نظروا لشيء غريب يخرج من البئر فظنوا انه شيطان فتركوا الحبل وولوا هاربين ولم يبق احد يمسك بالحبل غير أخيه فظل ماسكا بالحبل خوفا على أخيه... خرج أخوه من البئر وحينها عرف الجميع ان الله قد جعل أخاه سببا في نجاته ولولا وجود أخوه لترك يسقط ليلقى حتفه داخل البئر.
يقول الله سبحان وتعالى:
(سنشد عضدك بأخيك) لم يختر الله من الأقارب لشد العضد الا الاخ، ولن تجد في الدنيا شخصا يشد عضدك مثل أخيك تمسكوا باخواتكم واهتموا بهم فلا يوجد أجمل من الأخوة ولا يغرنك كثرة من حولك ففي الشدة لن تجد إلا إخوانك القريبين.
وكأن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا اليوم بحديثه الشريف: «انصر أخاك ظالما أو مظلوما....الخ».