هل الدنيا تدوم لأحد؟ وهل الحياة أو الشباب يدوم؟ هل قرأت «سورة العصر»؟
العصر هو الزمن أو الوقت... ومنه عمر الإنسان الذي يتناقص فكل يوم يمضي هو خسارة في عمر الإنسان، والخسارة تزيد يوما بعد يوم، لكن الله استثنى وفرق بين إنسان يخسر وإنسان يربح رغم النقص، بواسطة عملين متلازمين الأول «الإيمان بالله» وهذا بالقلب لا يعلمه إلا الله، والآخر «العمل الصالح» وهذا نعلمه، ويراه البشر (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) فهل تعتقد أن نهج عملك الآن «عمل صالح»؟
نحن أحيانا نسأل أنفسنا هذه الأسئلة:
1 - هل ما حصلنا عليه من مناصب كان عن طريق «عمل صالح»؟
2 - هل ما نملكه من خير جاء من «عمل صالح»؟
3 - هل أطعنا ربنا بالوفاء بالعهود كما أمر؟ (وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون).
4 - هل أحسنا لمن احسن إلينا تنفيذا لقول الله: (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان)؟
5 - وهل نحن أصحاب مبدأ، له منهج وسلوك، أم نحن أصحاب مصالح وقتية؟
6 - هل نحن فقط الأذكياء والماكرون والآخرون سذج؟
يقول الرئيس لنكولن «تستطيع أن تخدع كل الناس -بعض الوقت- أو تستطيع أن تخدع بعض الناس -كل الوقت- لكن لن تستطيع ان تخدع كل الناس - كل الوقت».
لقد رزقك الله رزقا لم تكن تحتسبه، وسخر لك قومك، وقد أعطاك ما لم يعطه لأحد - 33 عاما رئيسا- لكنك لم تقرأ قول الحق عز وجل: (وكل شيء عنده بمقدار) وحين ثار عليك الشعب وطالبوا بعزلك ومحاسبتك، جاءك الفرج من دول الخليج لأجل حفظ اليمن وشعبه مقابل تنازلك عن الحكم لمن تختاره انت (وقد اخترت) وان تخرج بالجمل بما حمل دون حساب أو عقاب، لكن غرتك الدنيا ووسوس لك الشيطان، فلجأت لعدوك الذي أمرت جيش اليمن بقتاله في ست حروب، وسلمت وطنك بجيشه وسلاحه لعدوك بردا وسلاما.. هل هذا حقد وانتقام ضد شعبك أو وطنك؟
يا «علي عبدالله صالح» بقرار منك سالت الدماء، وانهار البناء، وترملت النساء، وتيتم الأبناء، وتقطعت الصلات، ويمن العروبة السعيد تدنس بحوافر الأغراب وسلاحهم، واليوم حتى عدوك الذي لجأت إليه لفظك بعد أن اجترك، للأسف لقد خسرت كل شيء، لن أقول لك كما قيل لمن قتل 99 نفسا لا منجى لك ولن يتوب الله عليك، ولكن.. بعد ان خسرت شعبك، وخسرت إخوانك وجيرانك وفقدوا الثقة بك، وخسرت تاريخك الذي ختمته بـ (......).
يا «علي عبدالله صالح» تذكر حنان الأم.. الأم التي مهما تقسُ عليها تصفح وتسامح.. أمك «اليمن» فهي المنجى والملجأ (بعد الله) طهر ثوبها من الدنس، واحفظ عزها وعروبتها من النجس، واحفظ تاريخها ومستقبلها من الضياع.
الوطن هو من يفتح لك صفحة جديدة، وتذكر أن الأعمال بخواتيمها، فضع يدك بيد الشرعية التي انت اخترت رئيسها وسلمته القيادة، وثق بأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا، (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا).
وحين يعد الله بالمغفرة والأجر لمن «يعمل صالحا» فوعده حق لا راد لأمره:
(وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما).
علي عبدالله صالح لم يبق لك إلا حضن وطنك وعزوة بني جلدتك، وأبناء عمومتك عرب الجزيرة وأمتك العربية التي دعمت جمهوريتك. إن انضمامك للشرعية هو عمل صالح.
[email protected]