تعلمنا في المدارس أن المعادلة هي أن تكون الكفة اليمنى تساوي الكفة اليسرى كميزان العدالة، لكن ما نراه من سياسة وزارات الدولة وقرارتها عكس ذلك، لا تنسيق ولا ترتيب ولا اهتمام بالآثار الجانبية لقرارات وزارة «ما» ضد سياسة وزارة أخرى، فوزارة تبني ووزارة تهدم، وزارة تحييك والأخرى تميتك، مثال على ذلك: بلدية الكويت تصدر مئات الرخص لبناء ناطحات السحاب وبها مئات الشقق السكنية، والمكاتب، والمحلات، وكأن تعداد سكان الكويت ينافس سكان الصين، لكن الأمل في زيادة الوافدين الذين يستأجرون (فالمواطن لا يحبذ السكن في شقق العمارات الكبيرة).
بالمقابل تقوم وزرات أخرى في الدولة بالاستغناء عن الموظفين الوافدين وأسرهم وترحيلهم، مما سيترتب على ذلك اخلاء الشقق والمحلات وتصبح شاغرة، وأيضا في المقابل هناك باب مفتوح على مصراعيه للوافدين العزاب وهم العمالة الهامشية وغيرهم الذين يسكن عشرة منهم بغرفة في ملحق ويزحمون كل مرافق الدولة (وشقق ناطحات السحاب فاضية).. وفي المقابل، بعض أصحاب ناطحات السحاب لديهم شركات وعمال لكن الحكومة تعطيهم أراضي مجانية بالشويخ والري وصبحان والمناطق الصناعية الأخرى لإسكان عمالهم.
وفى المقابل أيضا تشدد وزارة الداخلية على إصدار فيز الزيارة على ضيوف أهل الكويت (وطبعا إلا التجار لأنها فيزا تجارية، أو فيزا أقارب! حسب قانون دولة الحرير) وأغلب الكويتيين ليس لهم أقارب يحتاجون فيزا بل لهم أصدقاء كثر من شتى أنحاء العالم نتيجة رحلاتهم الكثيرة، والديون التي في رقابنا من مدرس علمني ومهندس وطبيب عالجني..الخ، عاشوا بيننا ثم عادوا لأوطانهم ثم اشتاقوا للكويت وحنوا للأيام الجميلة من عمرهم، لا نستطيع دعوتهم لزيارة وطننا لأن «الوطن مو بيتنا».. وهنا المشكلة، لذلك لا بد من إبداع طريقة تعطي المواطن حقة ليرد الجميل لمعلمه وطبيبه، أو دعوة صديق ليرى وطنه الكويت ولو بشروط (كتأمين بنكي من ألف إلى عشرة آلاف تسترجع عند مغادرة الزائر، كي لا تقولوا للمواطن طلبك مرفوض دون إبداء الأسباب).
احذروا أن يشعر المواطن بأن هناك تمييزا بين المواطنين! الوطن بيت كل المواطنين.. لماذا يسمح لمن له واسطة أو حيلة؟ ثقوا بالمواطن الصالح وعاقبوا المسيء، لا أن يكون السيئ مبعث إلهام للمشرع فيعاقب الجميع.
كل دول العالم تدعو البشر لزيارتها للسياحة والاطلاع والتسوق، وتفاخر بإحصائيات الزائرين للبلد إلا حكومة الكويت التي تمنع الدخول تريد ضامنا أو كفيلا من أي مواطن للراغب في زيارة الكويت! عجيبة هذه الحكومة القوية تخشى من السياح والزائرين والمواطن الضعيف يضمنهم ويكفلهم!
ألم أقل لكم إن المعادلات في وطني مقلوبة. اجعلوا الكويت بلدا مفتوحا كما كان، حين زارها المستشرقون والرحالة واستفدنا اليوم من مذكراتهم وجعلناها أدلة وبراهين، إن صغائر الأمور في بلدي تعظم في قلوب المواطنين، والمسؤولين في غفلة أو تغافل، تذكروا أن شعب الكويت فوق المليون فرد، وليس خمسين فردا (مدللا)
الكويت مركز تجاري ومالي.. هذا قول البعض بأفواههم، أما بأفعالهم فالكويت «تكسر الخاطر»!
[email protected]