الترفيه عن النفس حق للإنسان، وتراب الوطن حق لكل مواطن، لكن هل هو حق مطلق أم له حدود؟ إذا كانت منفعتك ضررا للآخرين فلا نفع فيها، وضرر المجموعة مقدم على منفعة الفرد.
بداية أكتوبر يبدأ موسم مخيمات البر حتى مايو (7 شهور) وهي عادة قديمة سنها الآباء كنوع من التغيير والاعتماد على النفس، أما المخيمات اليوم فنقيض ما سبق، أصبحت مخيمات الربيع دمارا للبيئة، ووباء مدمرا لحياة الصحراء من نباتات وحيوانات وطيور، إنها أيام معدودات لكنها تبيد أحياء أعمارها سنين، فمن المستفيد؟ غير «أفراد» قلبوا ناموس الحياة، أثاروا الغبار، ونقلوا الزحام، والخدمات، وتأخروا عن الدوام.. من المستفيد.. ومن المتضرر؟ إن الضرر عم الجميع فالوطن تغيرت بيئته وطبيعته ومناخه، وتناثر ترابه، وجف هواؤه، مما أثار الغبار، وكثرت الحشرات التي كانت غذاء لكائنات قضت عليها عجلات المركبات والبجيات، بلدية الكويت فرضت تأمينا للنظافة هل هذا يكفي؟ لكن قتل الحياة البرية من نبات وحيوان، لا يهم!
استفاد مواطن، وتضرر مواطنون، بل تضرر الوطن، انه عمل سلبي بإشراف حكومي، لا أعتراض على التخييم لكن لا بد من الاتزان في الأخذ والعطاء.
من ملاحظاتي في كل المواسم:
1- تمتلئ صحراء الكويت بالمخيمات بطريقة عشوائية وفوضوية.
2- كل مخيم له نفس الموقع في كل عام (وهذا المهم) يجرف الأرض كما يشاء.
3- أصحاب المخيمات ينفقون عليها ببذخ لا يبالون الإسراف وفي النهاية يعودون لا فوائد تجنى لأحد!
هذه الظاهرة المتكررة المكلفة والمضرة والتي لن تنقطع، لماذا لا يستفيد منها الوطن والمواطنون؟
لذا اقترح الاتي:
1- تقوم البلدية وهيئة الزراعة بتقسيم الصحراء إلى مربعات وأشكال هندسية تتخللها ممرات... يحجز صاحب المخيم مربعا أو اكثر، وفي الموسم يتسلم مخططا يوضح به مواقع زراعة نخل أو سدر يسور بها المخيم بين كل شجرة وشجرة 10 أمتار (مع الري بالتنقيط) بحيث يكون الشكل العام للمربعات خطوطا مستقيمة من الأشجار ثم يطلب منه الاشتراك مع مجموعة من المخيمات بوضع خزان ماء (على برج حديدي تحدد البلدية موقعه بمواصفات حتى لا يشوه المنظر العام) يتحمل أصحاب المخيمات كل التكاليف حتى الموسم القادم. مع التشديد على عدم بناء طابوقة واحدة أو وضع شبك أو أي حواجز، ولا يشترط أن يعود نفس صاحب المخيم إلى مخيمه السابق إلا اذا سدد تكاليف ري الماء لموسمين مع بعض.
لا تستكثر على وطنك، فالكويت كالأم لها أبناء يبرونها وأبناء عاقين، فلا تقارن نفسك بالأبناء العاقين والمدللين، كن الأفضل.
نريد عملا يفيد الوطن مقابل الاستمتاع بأملاك الدولة، وتعويض الدمار بالبناء، فالزراعة تقوي الانتماء للوطن، وقد اثبت المواطن من قبل إسهاماته بالزراعة بأملاك الدولة (أمام منزله).
رحم الله أجدادنا الذين جعلوا الكويت بلدا حيا فجلبوا الماء بأنفسهم من بلد، وجلبوا كل مقومات الحياة من بلدان أخرى حتى نمت الكويت واستقرت فرزقهم الله على نياتهم رزقا لم يحتسبوه، اجعل بوطنك بصمة حياة وأثر نقول بعدها فلانا مر من هنا.
[email protected]