هذه رسالة إلى أطراف الصراع في اليمن، وهم:
1- شعب اليمن.
2- التحالف الخليجي بقيادة المملكة العربية السعودية.
3- السلطة الشرعية برئاسة الرئيس عبد ربه منصور وحكومته.
4- أعضاء ومنتسبو حزب المؤتمر اليمني (الذي يرأسه الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح).
ما حصل أول من أمس من عودة الروح والعقل إلى الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح وجنوده، «وذهبت السكرة وجاءت الفكرة» لهي حالة متوقعة، لأن تفاصيل وسيناريو عهد الرئيس المخلوع (33 عاما من حكم شعب فقير، مسلح، ونسبة الأمية عالية) تفرض على من يدرسه أن يتوقع غير المتوقع، هذا المخلوع عرف كيف يسحر هؤلاء البسطاء ويسخرهم له، وعاش أكثر من 33 عاما حياة نرجسية، تطاول بقامته القصيرة قامة الملوك والأباطرة وزعماء العالم، بعد هذه السنين يخلعه شعبه بمظاهرات لم يستطع صدها، وينصحه قادة الخليج (وهو أقدم منهم في الحكم) بأن يتنحى مع التوسط له عند شعبه بأن يسامحوه ولا يحاسبوه.
لم يتعود على هذه الضغوط، فتنحى عن الرئاسة، لكنه شعر كأنه خرّ من السماء وهوت به الريح في مكان سحيق، ففقد عقله ونكث بكل العهود وأخذ يبحث عن مُلك فقده، فنصب له أعداؤه الحوثيون الفخ فوقع بأحضانهم، وأغروه بملك لا يبلى، ففتح لهم خزائنه، فأخذوا منه ولم يعطوه ما كان يرجو منهم، من هيلمان الرئاسة والمقام السامي، بل شعر بالإهانة والقهر، فخرّ مرة أخرى من السماء وانقلب على الانقلابيين الحوثيين أشد عداوة.
إنه الآن «عزيز قوم ذل»، وشخصية مريضة ومعقدة نفسيا، لكنه يملك من القوة ما يرجح إحدى كفتي الميزان، لذلك على الأطراف الأخرى مراعاة ذلك والاستفادة من إمكاناته، من خلال إيهامه بأنه زعيم رمزي للثورة (الزعيم الوالد)، فهو يعشق النرجسية والهيلمان، دعوه يسبح في هذا الحلم ما بقي من عمره، والأعمار بيد الله، مرددين «صبرا جميلا والله المستعان» لأجل اليمن وأمنه واستقراره وتنميته، وللمواطن اليمني حياة كريمة، ويستقر جنوب الجزيرة العربية، لتقلب هذه الصفحة ويشرع بصفحات أخرى مشابهة، لتطهير الوطن العربي من الشوائب الدخيلة عليه ووأد الفتن، والتركيز على التنمية.
إن ما يحدث الآن ليس بين الحوثيين والمخلوع صالح والحكومة الشرعية برئاسة عبد ربه منصور، إن الصراع الحقيقي هو بين العروبة والأعاجم.. لذا، فالدم العربي الذي يجري في عروق أهل اليمن أبى أن يفارق أجسادهم، فانتفضوا.
[email protected]