لم يكن هذا موضوع مقالي الأسبوعي، لكن ما زلزل فكري، وهز مشاعري كثرة الإشاعات، والأكاذيب المفبركة التي تصلنا عبر وسائل التواصل والتي يصيغها شياطين الإنس، حول المملكة العربية السعودية، قبلة المسلمين، وبلاد الحرمين، ومهبط الوحي، ومكان مولد خير خلق الله نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم، إنها الوطن الأول مكرر لكل مسلم، وملجؤه إذا اشتدت الدنيا عليه، فركعتان ببيت الله العتيق ينشرح بهما الصدر وتسمو النفس، إنها الأرض التي شرفها الله بأول بيت له سبحانه، وشرف أهلها بآخر رسول ونبي، وختم رسالاته وكتبه سبحانه في هذه الأرض الطاهرة، فعلى كل مسلم أن يتقي الله بها، وأن يحفظها بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فلا يكذب عليها أو على أهلها وولاة أمرها، فإن كنا نؤمن بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا فلابد أن تكون هذه الأرض بمنأى عن نجاسة هذه الدنيا، فلا نساهم بتشويه سمعتها، بترديد الأكاذيب، ونشر الرسائل المغرضة، فمن رزقه الله بأموال فلا يضعها بيد «الوسواس الخناس» أباليس وسائل التواصل الاجتماعي، ليكسب حربا اعلامية... على من؟ على وطن رسول الله وآل بيته وصحابته والمسلمين أجمعين، إن كان عبد المطلب قد قال «إن للبيت ربا يحميه» قبل الإسلام، وجاءت «الطير الأبابيل» أما بعد الإسلام فيقيننا بالله اكبر وأعظم، فلله جنود لا نعلم عددهم ولا اصنافهم ولا أوصافهم، قال تعالى: (وما يعلم جنود ربك إلا هو)، فلا يغتر من يملك أسلحة الإعلام، وأجهزة التزوير والتزييف والبهتان، ولا يظن خبراء الفتن الذين يلبسون الأحداث الطبيعية بأباطيل وقصص وهميه فيثيرون الشك والبلبلة، ألا يعلمون أنهم يخيفون المسلمين من اداء ركن الحج والعمرة فيحملون وزرا فوق أوزارهم، كذلك انبه من تصله هذه الأكاذيب ألا يعيد ارسالها ونشرها لأنه سيناله من الإثم نصيب.
إن المملكة بما حباها الله من نعم كثيرة منها الحكمة والصبر والقوة، فيد تبني وتنمي، ويد تقتلع الفساد وتطهر، ويد تضرب أعداء الله، ويد تنبه وتحذر وتمهل لكنها لا تتنازل، «فاتقوا شر الحليم اذا غضب» فبلاد الحرمين، قبلة المسلمين، ووطن الرسول، مولده ومثواه، ومهبط الوحي والرسالة، أمانة بأعناق كل المسلمين، وإن حمايتها من زخرف الأكاذيب والافتراءات فرض وواجب، فلا نصدقهم ولا نرد عليهم، ولا نعيد نشر سمومهم فيفرحون ويزداد أجرهم عند سيدهم، انها وسائل إعلام مشبوهة، ورسائل شيطانية مجهولة المصدر.
حفظ الله الكويت والمملكة العربية السعودية وسائر بلاد الإسلام والمسلمين من كل شر.
[email protected]