لم أكن يوما أشعر بالخوف والضعف مثلما شعرت به هذه الأيام، عاصرت الغزو أنا وأبنائي لكن الخوف والضعف لم يحرك شعرة من رأسي لأن الغزو كان فعل غبي، ظاهر للعيان وملموس، جاءنا فجأة وزال فجأة، مكشوف النوايا، ومحدد الأهداف، لكن غزو هذه الأيام غزو شديد الذكاء، خفي الملامح، يخرج من أوكار الشياطين، مبهم الأهداف، يزرع الشك في الأذهان، وينبت الشر في العقول، إنه أشد فتكا من المخدرات والمسكرات، التي تميت الأعصاب والعضلات، أما هذا الخطر الذي بأيدينا نقرأه ونسمعه ونراه، فهو يثير الأعصاب، ويشنج العضلات، ويرفع ضغط الدم، ويجحظ العينان ويحمرها، ويزيد من دقات القلب، ونرغي ونزبد من هول ما نرى بهواتفنا النقالة وجميع أجهزة التواصل..
أهلي وعزوتي أبناء الكويت، إن وطننا اليوم في أشد الحاجة لعقولكم وبصائركم، لقد اخترق الخطر حدودنا (لا أقصد حدودنا السياسية) بل المناعة الوطنية ضد أعداء الوطن، بدء ينخر بتميزنا بالتعقل والاتزان، وسعينا للإصلاح وحل المشاكل، نعالج الجرح ولا نعمقه، نحد من نزف الطاقات في ما لا ينفع، تماسكنا خلف قيادتنا يثير حسدهم وحقدهم، فشل المقبور صدام بكل الوسائل باستمالة مواطن كويتي واحد لجانبه، فسطر الكويتيون المثل الأعلى في الولاء والوطنية، ثم حاول بالتشكيك بولائنا لقيادتهم، فكان مؤتمر جدة صفعة له ولأمثاله، علامات تميزكم كثيرة فحافظوا عليها واستمروا بها.
يا أهلي وعزوتي أهل الكويت إننا الآن نعيش بنفس الجو الموبوء، فاحذروا «أن تصيبوا قوما بجهالة» إن هناك آلاف من المجندين المرتزقة من جميع أنحاء العالم يستلمون أموالا طائلة يصوبون سهامهم نحوكم، هدفهم الأول «كسر حياد الكويت» وجعلها تميل هنا أو هناك، فيبثوا سموم الإشاعات بأن الكويت مع هذا الطرف أو ضد الطرف ذاك، ليزرعوا الشك، وينبتوا الغضب مع كل الأطراف عربا كانوا أو أغراب، يطلقون إشاعات ذكية التأليف، ومتقنة الفبركة، وسهلة التصديق، ليصطادوا بها بسطاء المواطنين، الذين على نياتهم يتفاعلون بالأخبار الكاذبة، ويصدقوها، فيسببوا بلاءا لوطنهم ولاخوانهم دون ان يعلموا، ويسببوا حرجا لقيادتنا السياسية التي تسعى لإصلاح ذات البين.
أهلي وعزوتي: أرجوكم... ثم أرجوكم إذا وصل الى هواتفكم «واتساب» أو أي رسالة، وسببت لكم اثارة وزعل ونرفزة، سواء لكم أو لوطنكم، أو لقيادة وطنكم، أو لأهلنا في مجلس التعاون الخليجي، أو لإخواننا العرب والمسلمين، ابتسموا، وقولوا: «كذب الراسلون ولو صدقوا» لعبتهم مكشوفة، لا تصدقوهم.. ولا تتأثروا ولا تنفعلوا وقولوا: نعوذ بالله من الخبث والخبائث، نعوذ بكلمات الله التامات من شياطين الاستخبارات، ومرتزقة الواتسابات، مصاصي أموال الشعوب، وتذكر يا ابن بلدي أنك مستهدف لن يتركك شياطين الأنس تتنعم بنعمة ربك التي أنعمها عليك وفضلك على كثير من خلقة، فاشكر الله، وأمسح ما يصلك ولا تعيد إرسال رصاصاتهم التي أصابوا بها هاتفك ان تصيب اهلك واخوانك، وكن درعا لوطنك واهلك، بارك الله لك بهذا الوطن الجميل وهذه القيادة الرشيدة. «وأما بنعمة ربك فحدث».
[email protected]