بقدر فرحتي وسروري لتسلم الشيخ محمد قيادة الهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية، وشعوري بأن اختياره لهذا الموقع، هو بداية لمحاربة الفساد وإصلاح هذا المرفق الذي تعجز بعارين البلدية عن حمل الفساد المستشري فيه، إن شخصية الشيخ محمد العسكرية تجعلنا نتفاءل بعهد جديد حازم، يقلب الصفحة القديمة البالية، ويبدأ بصفحة لها نهج وأسلوب جديد هو مزيج من الخبرة والانضباط وقوة القرار لقطع دابر التراخي والواسطات وتبادل المصالح، رغم إحساسي الكبير بالتفاؤل لكن ينتابني شعور بحدوث رياح وعواصف وسحب رعدية، وأمواج عالية في بحر الفساد، والنوخذة الشيخ محمد بشخصيته التصادمية يصر على الإبحار والعبور الى الاصلاح والشفافية، لذا نخشى عليه وعلى سفينة الهيئة من الاخطار المحدقة بهما لان بحر الفساد عميق يحتاج لاختيار الأوقات المناسبة للإبحار، ويحتاج لرجال (بحرية) شداد لشد الأزر، نرجو من الله أن يوفقه ويسدد خطاه، ليصلح ما يمكن اصلاحه.
وكما هو معلوم ان الناس لها الظاهر، والظاهر هنا كل ما يراه الشعب من انجاز تراه عيونهم لتنطق به ألسنتهم فيتشكل رأيهم وينتشر بكل وسائل التواصل الاجتماعي، لذا لنا رجاء من رئيس الهيئة الجديد أن يهتم بالابداع والمبدعين (والابداع ليس وظيفة) ربما تأتي الافكار من بعيد، وفي هذا المجال اقترح على رئيس الهيئة نهجا جديدا هو مزيج من قوانين الازالة مع نظرية جديدة لنهج جديد:-
النظرية الاولى: إن كل نبتة او شجرة خارج حدود الملكية الخاصة (أي على أملاك الدولة) فهي ملك للهيئة (وان زرعها المواطن) فللهيئة الحق إما في ازالتها او تقليمها او كما ترى الهيئة في تشكيلها دون استئذان منه. لأن هناك اسوارا عالية جدا من الكاربس اصبحت سلاحا لاغتصاب أراضي الدولة وضمها زورا وبهتانا للاملاك الخاصة، فأصبحت مناطقنا النموذجية من الضيق مثل سكيك المرقاب وشرق والقبلة، حتى اطفال الحي لا يجدون ساحة للعب، وعند المناسبات (عزاء، أو عزائم) لا تجد موقفا لسيارة، مع ان الساحات موجودة لكنها مسورة بكاربس، فلو تمت زراعة اشجار لتوافرت مواقف مظللة من ظل الشجر، لذلك ارجو ان نطلق دعوة:
«نعم للأشجار لا للأسور» اما الاسوار الحالية فتقوم الهيئة بتقليم اغصانها السفلية لتنمو للاعلى (وتطلب من المواطن أجر يومية العامل) إن وجه الكويت تحدده شوارعها ومبانيها وساحاتها المزروعة وغير المزروعة فإن تركناه للمزاج الفردي فسيصبح نشازا لذلك لا بد من قائد يوجه هذه الطاقات الشعبية
ويلزم مع كل رخصة زراعة، مخطط لمواقع غرس الشجر بحيث يسمح لدخول سيارة، وتحديد نوعية الشجر.
كم اتمنى أن يصدر فرمان يحدد فترة يتم فيها تحويل الأسوار «الكاربسية» الى اشجار «كاربسية» عالية يستظل تحتها العباد والجماد وتعشش فوقها البلابل والطيور وتحجب حرارة الشمس عن تراب الارض، وتكسوه خضره يراها البعيد.
أما الثروة السمكية والحيوانية فبمقال قادم.
[email protected]