عشنا في الأيام القليلة الماضية أحداث فيلم سينمائي شاهدناه منذ نصف قرن بطولة الحكمدار يوسف وهبي، والزوج المريض عماد حمدي، والزوجة الزعلانة مديحة يسري التي تركت البيت، والطفلة «ضحى أمير» التي اختارت أن تبقى مع والدها لتهتم به، تدور الأحداث بداية من نفاد الدواء ثم تذهب الطفلة للصيدلي (الفنان حسين رياض) ليعطيها دواء خطأ ليكتشف بعد مغادرة الطفلة انه «سم قاتل» فيلجأ للشرطة لمنع استخدام هذا السم وتعاطيه، قصة الفلم نادرة لكنها واقعية وتفاصيلها محبوكة.. الفكرة والإخراج للمخرج كمال الشيخ والسيناريو العجيب للكاتب علي الزرقاني فرغم تواضع الأجهزة والإمكانيات الا ان من يشاهد هذا الفلم لا يتركه حتى يتمه ليعرف نهايته لكمية الصدق واحترام عقول المشاهدين لأحداثه، حتى الحوار بعض الجمل لا تنسى مثل (المواطن أحمد إبراهيم، لا تشرب الدواء الذي أرسلت ابنتك في طلبه، الدواء فيه سم قاتل، عند سماعك هذه النشرة بلغ الحكمدارية.... الخ).
في الكويت ظهرت أحداث هذا الفيلم ولكن اختلف الممثلون، فكان وطني هو المريض الذي نفد دواؤه (نفط) فلجأ «الصيدلي» مهندسو النفط إلى البحث باستخدام (الإشعاع القاتل) كدواء لعلاج النقص، لكن هذا الدواء المشع الخطير بعهدة عامل وافد يجهل خطورته، كالطفلة التي حملت بيدها السم دون علمها بخطورته على والدها (بالفيلم) إن هذا التسيب والإهمال وعدم المبالاة من شركة النفط يعتبر جريمة بحق الوطن، لذا لجأت شركة النفط الى وزارة الداخلية للبحث عن هذا المشع الخطير الذي ادعت انه مسروق، مثلما لجأ الصيدلي حسين رياض إلى الحكمدار بالمحافظة للبحث عن طفلة بيدها السم القاتل، فما كان من شرطتنا إلا انهم فعلوا كما فعل الحكمدار يوسف وهبي، حيث لجأت «الداخلية» إلى وسائل الإعلام طالبة ممن يكون هذا الجهاز عنده ألا يعبث به وألا ستكون كارثة من الإشعاعات.. ومن أحداث الفيلم الطريفة ان الدواء تم وضعة في عبوة زجاجية تخص أحد ماركات الخمور، فما أن شاهدها أحد السكارى حتى خطفها من الطفلة ولاذ بها إلى مكان عام مكتظ بالناس ليشرب ما بالقنينة، دون ان يدري انه لو فعل فسيكون حتفه، مثلما وجدت هذه المادة المشعة في منطقة جليب الشيوخ المزدحمة، ولولا لطف الله لكانت مصيبة فلو ان الشخص (الذي كان لديه هذا الجهاز) عبث به واخرج ما به من إشعاعات نووية لكانت جليب الشيوخ «هيروشيما» الشرق الأوسط.
الفيلم «حياة أو موت» أعجبنا وتسلينا به بسبب خطأ الصيدلي، لكن عشنا في الواقع أوقاتا عصيبة حين اعلن عن اختفاء او (سرقة) الصندوق المشع حتى وجدوه بتلك المنطقة!!
حتى الموت يسرقونه..
ما أشبه الواقع بالخيال..
[email protected]