أبدأ مقالي اليوم باقتباس كلمات من المقالة الختامية لرئيس تحرير الزميلة «الرؤية» سعود السبيعي يوم الخميس الماضي والمعنونة بـ«ألمي لا قلمي»، والتي أعلن فيها توقفها عن الصدور، حيث قال فيها: كانت «الرؤية» منهجا مستنيرا ينطلق من أدبيات إسلامية صرفة، وكانت الجريدة اليومية الوحيدة في العالم العربي التي تخضع للرقابة الشرعية طوعا لا إجبارا.. «رفضنا مئات الإعلانات بمئات الألوف لعدم توافقها مع الضوابط الشرعية وآلينا أن نستمر من دون تلك الإعلانات لإيماننا بأن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه».
تلك المبادئ الثابتة وهذا الوضوح المعلن وذاك الوقــــــــار المستجلب بالعمل الصادق على نهج المصداقية واحتــــــرام الآراء واغتنام معالي الأمور وترك سفاسفها، تجعـــــــــل المرء ينتابه شيء من الضيق وبعض الألم على إغــــــلاق صحيفة الرؤية وعدم معاودتها الصدور، في وقت قـــــــلّ به من يراعي الثوابت التي قامت عليهــــــا ويندر من يثبت على الرواسي التــــــي جعلتها منهجا لها، كتاب الله سبحانــــه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وفي وقت الدولة، حفظها الله سبحانه، في طور تنمية عملاقة وضعت لها الخطط ورصدت لها المليارات وهيئت لها القوانين اللازمة وكل ذلك يحتاج الى أصوات مقروءة تنقل بتثبت مراحل التنفيذ وما يواكب ذلك من تطورات وآراء ذات حجة وتقييم عادل، هذا ما كنا نستشرفه من الصحف الرزينة بطرحها ومنها «الرؤية»، ذلك الوليد الذي كان في مرحلة الحبو لكنه سلب قلوب كثير من أهل هذا البلد المحافظ.
وفي النهاية نقول: إن غابت جريدة «الرؤية» ورقا يقرأ إلا أن وجودها على الإنترنت كصحيفة إلكترونية أمل لعله ينفذ واقتراح لعله يجد صداه من أهلها ففي ذلك محافظة على ما بنته من قراء ومتابعين ومحبين.
[email protected]