من أهم وأقوى اختصاصات المجلس البلدي تخصيص أرض من أراضي الدولة للأغراض المشروعة إذا توافرت الشروط اللازمة بالطلب، فوزارة التربية لها أن تطلب تخصيص أراض لإنشاء مدارس، ووزارة الصحة لها أن تطلب تخصيص أراض لمستشفيات ووزارة الأوقاف لها أن تطلب تخصيص أراض لدور العبادة، فما يكون من المجلس البلدي إذا كان الطلب واردا من الجهة المختصة وحدد الموقع ووافقت عليه وزارات الخدمات، إلا الموافقة عليه، وهذا ما لم يكن في طلب تخصيص أرض لكنيسة في منطقة المهبولة، فلم يكن الطلب مقدما من الوزارة المختصة بدور العبادة وهي وزارة الأوقاف، فضلا عن أن الموقع مخصص أصلا كمواقف سيارات لمدرسة بذات المكان، لذا كان رفض المجلس البلدي لعدم توافر الشروط الإجرائية والتنظيمية وأسباب دستورية وقانونية وشرعية أخرى.
ومن الناحية الدستورية والقانونية فإن حرية الاعتقاد لا تعني تمكين غير المسلمين بالأرض وتخصيص الأراضي لهم، بل لهم ممارسة عقيدتهم في بيوتهم وهذا واضح في نص المادة 35 من الدستور التي تنص على أن «حرية الاعتقاد مطلقة، وتحمي الدولة حرية القيام بشعائر الأديان طبقا للعادات المرعية، على ألا يخل ذلك بالنظام العام أو ينافي الآداب» وهذا النص يفهم على ضوء نص المادة الثانية من الدستور التي تنص على أن «دين الدولة الإسلام والشريعة الإسلامية مصدر رئيسي للتشريع» فيفهم أن ضمان حرية القيام بشعائر الأديان داخل معابدهم الموجودة ولا يعني منح التسهيلات لإقامة دور عبادة أكثر لهم.
ومنبع حرية الاعتقاد ومنبع هذا النص هو قول الله تعالى (لكم دينكم ولي دين) وقوله تعالى (لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم)، وغير ذلك مما ينطق بحرية الاعتقاد بشرط عدم الحيلولة دون إبلاغ كلمة الله وأن تكون هي العليا والظاهرة والمعلنة بالبلد المسلم.
وقد صدرت الفتوى رقم 4/421/89 من وزارة الأوقاف على استفسار جهة حكومية طلبت الفتوى بشأن طلب إحدى الطوائف بالكويت السماح لها بإقامة الشعائر الدينية بإحدى الشقق السكنية، فأجابت اللجنة «إن إنشاء أي دار للعبادة لغير المسلمين في دار الإسلام لا يجوز، وكذلك لا يجوز تأجير الدور ولا تحويلها لتكون معابد لغير المسلمين، وذلك لإجماع علماء المسلمين على أنه لا يبقى في دار الإسلام مكان عباده لغير المسلمين إلا في البلاد التي فتحت صلحا وأقر فيها غير المسلمين على أن الأرض لهم كبعض المدن والقرى في العراق والشام ومصر والله أعلم».
يبقى أن نبين أن احترام الدول لا يكون بغموض المنهجية ولا يجلب بالتنازل عن الثوابت ولا يستصحب بالدنية بالدين فقد قال تعالى (ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه)، كما أن التصريح بدار عبادة لغير المسلمين لن يقف عند ملة بل سيفتح الباب لملل قد تكون بعدد سفارات الدول.
اغتنام الأيام العشر الخيرات:
نهنئ الجميع بحلول عيد الأضحى المبارك ونذكركم بأهمية اغتنام ما تبقى من الأيام العشر الأوائل من ذي الحجة التي يكون العمل الصالح فيها أفضل من غيرها كما في العشر الأواخر من رمضان، فقد وافقت هذه الأيام الغنيمة الباردة كما وصفها النبي صلى الله عليه وسلم حيث قصر النهار فيسهل صيامه وطول الليل فيسهل قيامه.
[email protected]