المعاهدات بين الدول ملزمة دوليا ومحليا وفق القانون الدولي، فهي اذا ما تم التوقيع عليها ونشرت بالجريدة الرسمية للدولة اصبحت ملزمة لها بما احتوته، وصارت حجة على الدولة ومواطنيها كما هي حجة لهم تجاه الدولة المتعاقد معها او الهيئة المنضم إليها.
نذكر ذلك ونحن نرى ونعايش أنه لا عهد أوثق ولا أضبط ولا أحكم من عهد الله بأمن البيت الحرام وإكرام ضيوف الرحمن الوافدين من كل فج عميق ما داموا قاموا بما أوجب الله وحفظوا حرمة البلد الحرام. فترى صفوف الحجاج المكتظة وأعدادهم الممتدة في عرفة يوم نفرتهم إلى مزدلفة ومنها إلى الجمرات ثم إلى الكعبة زادها الله تشريفا وتعظيما ومهابة طوافا ثم سعيا بين الصفا والمروة وكلهم لله مجيبون ملبون وله موحدون، ولأمره خاضعون ولأحكامه منفذون ولنواهيه متجنبون، فالتذلل لله معزة، والهوان له رفعة عضد أحكامه واشترط سبحانه ألا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج، فاخوة في الله ووحدة جمعتها كلمات التلبية نفسها ونفس المناسك جنبا الى جنب ان فرقهم مكان المبيت لم تفرقهم طرق المناسك المستطرقة والقلوب المقبلة بصدق وإخلاص ساعية لأمر تعهد الصادق المصدق من ربه به لما قال صلى الله عليه وسلم (من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته امه)، وهل من عاقل يزهد في هذا النقاء من الذنوب الذي يحمل في مضمونه رجحان الحسنات بالتأكيد، جعلنا الله واياكم ووالدينا ومن له حق علينا والمسلمين منهم.
قبل الختام: يبقى أن البصيرة الثاقبة والحجة المقنعة من نعم الله سبحانه تستسقى من مصادرها ومن أهم هذه المصادر التمعن والتفكر في آيات الله وكلامه.
[email protected]