بهذه الصفحة نبدأ نشر مقالات هادفة نافعة، القانون سيكون له بها جانب والتنوع جانب آخر وللشرع اليد الطولى، وقد تجتمع هذه الأمور كلها بمقالة واحدة أو تتعدد بحسب موضوع كل منها، جاعلين إحسان الظن منهجا ومعالجة أي مشاكل بالمجتمع مغزى، والتنبيه للمسالك الخاطئة اعذارا، والإشادة بمحمود المسالك إعلان شكر وتقدير وتوقير.
ومن منهجنا ألا نبخس أثر موضوع الساعة في كل حين، كما نصدح بصوت العقل ـ حسبما نراه ـ في كل أزمة، نسعى أن نكون مؤثرين كنقطة الماء في المحيط التي تؤثر فيه دائريا في تردداتها، كما نتجنب ونحذر من التأثر السلبي بالغير كي لا نكون كالاسفنجة التي تمتص كل سائل أمامها طهر أو خبث.
فالكتابة على الورق إنما هي نطق على الورق يستوعبه القارئ بعينه ولسانه وعقله، فهي كالنطق باللسان ما ظهر يستعصي رده وخاصة إن تعمق تأثيره، وإن كان يتخذ البعض أسلوب تفسيره أو تحوير مقصده لتخفيف وطأته، فالدعوة لكبح جماح اللسان وفلتاته انصياعا لقول الله جل شأنه (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد)، واستجابة لما ورد بالحديث الشريف «وهل يكب الناس على مناخرهم في النار يوم القيامة إلا حصائد ألسنتهم»، والأمر ذاته في النطق على الورق بل إنه أوثق تثبيتا وحجة على من سطره والإثبات هو مناط وأساس أحكام القضاء.
فنصح المنصفين ممن قبلنا الذي طبقه العدول، وحفظته الكتب بقولهم «إياك مما يعتذر منه» كلمات قليلة ذات أبعاد ومغاز كبيرة وكثيرة تشمل الأقوال والأفعال.
ومما يذكر لشيخ كبير فاضل نصح أحد الشباب لما رآه محافظا على الصلاة بالمسجد بقوله «أنت لم تعص الله سبحانه بلساني فادعو الله جل شأنه لي فدعاؤك مستجاب، وأنا لم أعص الله سبحانه بلسانك فدعائي لك مستجاب» ولعل كلامه رحمه الله، إن كان ميتا وأطال الله في عمره على طاعته إن كان حيا، مستخلص من قول النبي صلى الله عليه وسلم «من دعا لأخيه بظهر الغيب أتاه ملك وقال له ولك مثله» أو كما قال صلى الله عليه وسلم.
نخلص مما سبق أن الكلام سواء كان منطوقا أو مكتوبا إنما هو انعكاس لفكر وأخلاق وطبيعة قائله، كما أنه زيادة في رصيد الحسنات أو العكس.
[email protected]