يطفو على الساحة ما يثار عن الاستجواب الذي قدم الى وزير الإعلام لمحاسبته على ما يقال عن ضعفه وتعطيله تطبيق القوانين الموكل له أمانة تنفيذها ومنها قانون المرئي والمسموع، وما اصطلح عليه قضية ضرب الوحدة الوطنية بعد مضي ما يربو على الشهرين من حدوثها وبعد تدارك الخطأ وتفعيل القوانين الإعلامية والجزائية في وجه الجاهل المسيء، فهل للاستجواب أركان ووقت لا جدوى منه بعدها؟
إذا كان الاستجواب ما هو إلا مساءلة مغلظة عن أخطأ كبيرة وتجاوزات في وزارة الوزير المستجوب خلال مدة توليه لها دون معالجة جادة وتصحيح سريع منه، فإن للاستجواب أركانا إن توافرت وتعاضدت حق طرح الثقة بالوزير وإذا تخلف أي منها أثر ذلك ضعفا ووهنا في الاستجواب ومقدمه منها وجود تلك الأخطاء والتجاوزات دون ان يتعامل معها الوزير على النحو الموجب وفق القانون، وأن يسبق ذلك أسئلة أو تنبيه للقيام بواجب عمله إلا أنه لم يستجب إذا كانت مستمرة، ومنها أن تكون التجاوزات مستمرة والأخطاء باقية أو آثارها على الأقل دون معالجة أو تفاعل سريع لتصحيحها بمعنى أن يتزامن الاستجواب مع الخطأ أو استمرار أثره على الأقل.
بإنزال ما سبق على الاستجواب المهدد به وزير الإعلام ـ وإن كنا نقدر جهد المتبنين له ـ إلا أننا نجد أن وقته قد مضى فذهب مقتضاه وانطفأت ناره بعد إغلاق قناة «الجور» وبعد مقاضاة صاحبها الجاهل وتفعيل مواد الجزاء الكويتي التي تنص ضمن جرائم أمن الدولة على معاقبة من يقوم بتقويض النظام الاجتماعي للدولة وإهانة بعض فئات المجتمع وتطبيق نصوص قانون المرئي والمسموع الذي حظر ونص على معاقبة الافتئات والحط من ولاء ومكانة فئة من فئات المجتمع، هذه الإجراءات السديدة وإن كانت لاحقة للوقائع المجرمة وثمار تفاعل الشعب المطالب بصون الوحدة ومحاسبة المخطئ مرورا ببيان وجهاء القبائل المندد بالمساس بولاء أبنائهم وختاما بكلمة صاحب السمو الأمير الذي انتقد أي طعن بالوحدة الوطنية ومنبها الأعضاء لتفعيل أدواتهم الدستورية وقت الأخطاء دون إثارة الشعب، وأمام ذلك كله يحق السؤال ما جدوى الاستجواب إن لم يكن بحينه؟ وما مبرر التأخر به إذا كان مستحقا سوى تبدل القناعات وضعف المؤيدين وهو أمر غير مغتفر من الأعضاء المعهود لهم أمانة الرقابة والتشريع.
نقول: ما سبق ليس دفاعا عن وزير الإعلام بل صدح بالحق ويأتي تماشيا مع كلمة صاحب السمو الأمير وإظهارا وبيانا ان توقيت الاستجواب مقترن بوجود الأخطاء والتجاوزات أو استمرار آثارها على الأقل وإلا ستكون نتيجته سيئة وعكسية على مقدمه، ويصدق عليه المثل «ما ينفع البر وقت الغارة» الذي يضرب في عدم جدوى العمل بعد فوات حينه ووقته.
[email protected]