«مزاجك أغلى ما تملك فاجعله مرتفعا لتقرأ، لتكتب، لتتفاعل بإيجابية، لهذا لا تعطي أي مخلوق فرصة لتعكيره» جبران خليل جبران.
على غرار سنة الهدامة وسنة الطفحة قررت أن تكون سنة 2018م سنة «المشخال» قررت أن أرتب فيه أوراقي المبعثرة كعلاقات احتاج للتخلص منها أو تجميدها على الأقل، لأشخاص نظل دائما مكبلين بشوقنا لهم بينما هم اختاروا حياة أخرى خالية منا! فثمة علاقات كالحشائش التي تنمو حول الأشجار الباسقة المثمرة فتزاحمها في غذائها وتؤثر في نتاجها، هذه العلاقات هي تركة اجتماعية تسلب الطاقات وتسمم الروح، مثل مجموعات جل حديثها في فضاء النقد وجلد الذات، وثمة أفكار في أذهاننا شاخت وكثرت تجاعيدها استقيناها من كتب أو وليدة إرث اجتماعي كبلت نجاحنا وفوتت علينا الكثير من الفرص، آن أن نتحرر منها ونرميها خلفنا.
بالإضافة لعملي كمذيع للأخبار والبرامج السياسية وتقديمي لبرامج إذاعية ودورات تدريبية أدير مكتب وكيل وزارة مما يتطلب مني مواجهة عشرات المراجعين بنفسياتهم المختلفة والتي تتطلب صبرا وسعة بال إلى جانب معاملات معقدة لها جوانب إدارية وقانونية ومالية، بالإضافة إلى اتصالات متواصلة حتى المساء وقبيل النوم لأناس يرون علاقتهم بك لقضاء حاجاتهم فقط ! يجأرون بالشكوى والنقد حين تنجز لهم 10 معاملات عسيرة وفي واحدة لم يكتب لها العبور!
لطالما كان الحصول على شهادة الدكتوراه من أهم أهدافي ومازال، لكنما اليوم أصبحت30 % من دوافعي للسفر واستكمال الدراسات العليا في بريطانيا للحصول على مؤهل أكاديمي راق لتعزيز النجاح، أما 70% من الدوافع فهي للعزلة الاجتماعية وقضاء وقت أكبر مع الأسرة بعيدا عن الالتزامات الاجتماعية وعن علاقات واهية أثقلت أرواحنا، عزلة تجعلنا نقضي وقتا أكثر مع من نحب تنصهر قلوبنا لمن نحب فنمنحهم جل أوقاتنا ونختفي عن العلاقات التي تنهش من أرواحنا وأوقاتنا.
هي ليست دعوة لقطع العلاقات وأواصر المحبة بل إعادة ترتيب مواقع العلاقات وتصفيتها مع المحافظة على شبكة إيجابية من العلاقات التي تنقلنا لعالم أفضل، كما أن من يسعى لأن يكون رقما مؤثرا في المجتمع عليه أن يجعل لديه شبكة من العلاقات لكن يحافظ على المسافات المناسبة مع كل علاقة ليحقق نجاحاته دون التأثر بها سلبا.
@al_kandri