هي الروح يا أخي، يبثها الله فيمن يشاء، ووقتما يشاء، ويأخذها ممن يشاء ووقتما يشاء، وليست الحياة سوى نساء تدفع، وأرض تبلع، وعمل يُحفظ، وجنة أو نار.
الحياة والموت رهن بتقديره وهو الحكيم العليم، له ما أعطى واليه ما أخذ، وليس لنا من أمرنا سوى التسليم بحكمه، وشكره في كل حال.
لقد عودتنا الدنيا في صورها المتكررة ان يحملنا الآباء صغارا في المهد ونحملهم كبارا الى اللحد، وهذا قدر الله فينا جميعا، وكم يهوّن علينا في مسيرة المهد الى اللحد التي أمضاها فقيدنا، ذلك النتاج الذي حفلت به ميادين الفكر والتميز والتألق والتي قضاها عطاء يتلوه عطاء وإبداعا يكلله انجاز تلو انجاز... (ان هذا لهو البلاء المبين) الصافات 106.
لقد أصابني الحزن على الفقيد، ولم يتجاوز مجمل معايشتي له إلا عبر الاعلام والرصد الشخصي لسيرته، فكيف بمن عاش في كنفه كل تلك السنوات الممتدة؟! أقدّر ان الحزن كبير والصبر الذي بدا فيك أكبر، وعسى ان يكون فعل الخير والاحسان في الارض من أجل الناس والبر الذي عرف عن الفقيد وذويه شافعا له عند الله، ولا نزكي على الله أحدا.
أخي يوسف..
إنها إرادة الله وحكمته.. حتما لن تتوقف مسيرة البناء والاعمار التي خطها الراحل الكبير وستتواصل في أنجاله وذويه وستكون مراحل حياته حتى وداعه دروسا لجيلنا وتلاميذ تجربته.
إنا نعزيك لا أنا على ثقة
من الحياة ولكن سنة الدين
فما المعزى بباقٍ بعد ميته
ولا المعزي ولو عاشا إلى حين
تغمد الله الفقيد بواسع رحمته، وأدخله فسيح جنانه، وألحقنا به مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا و(إنا لله وإنا إليه راجعون).
سامي محمد العدواني