تعد اللغة الإنجليزية هي لغة التفهم والتخاطب الأولى على مستوى العالم، وهي لغة عصرية بات تعلمها واتقانها أمرا ضروريا، ولكن للأسف نجد أن طلابنا في المراحل الدراسية المختلفة لديهم ضعف شديد في الطلاقة اللغوية والتحدث بهذه اللغة ويعانون كثيرا من تعلم هذه المادة الضرورية.
أحد الزملاء من المتخصصين يذكر لي أن مستوى طلابنا في المدارس الحكومية في الطلاقة اللغوية باللغة الإنجليزية ضعيف جدا مقارنة بطلاب المدارس الخاصة، وضرب لي مثالا فقال: «إن ابني طالب في الصف التاسع المتوسط، ويفترض ان لديه حصيلة علمية وافرة من اللغة الإنجليزية من خلال السنوات التسع التي درس فيها هذه اللغة، لكنه للأسف لا يستطيع أن يحاور ويعبر أو يتحدث لغة إنجليزية صحيحة، بينما نجد الطالب في الصف الأول ابتدائي بالمدارس الخاصة يستطيع أن يتحدث الإنجليزية بسهولة ولديه طلاقة فيها، أفضل أحيانا من الطالب في الصف الثاني عشر في المدارس الحكومية».
ومن هنا فإننا نجد أن الطالب في المدارس الحكومية هدفه فقط حفظ الكلمات التي ستأتي في الاختبار وبعد ذلك ينسى جميع ما درسه، ومن منطلق الحرص على تطوير تدريس مادة اللغة الإنجليزية بما ينعكس إيجابا على مستوى التحصيل والطلاقة اللغوية لدى المتعلمين، ولكي يسهل عليهم استخدام ما يتعلمونه داخل القاعات الدراسية وخارج إطار المبنى المدرسي في كل ما قد يواجهونه من مواقف حياتية مختلفة نوصي بأخذ المقترحات الآتية بعين الاعتبار لعل وعسى تسهم في تحسين مستوى طلابنا.
ـ تأهيل معلمي اللغة الإنجليزية لتدريس المحادثة كمهارة أساسية ووضع منهج مكثف خاص بذلك.
ـ تخفيض المنهج الدراسي الحالي الذي يركز على تدريس المعلومات باللغة الإنجليزية على حساب مهارة المحادثة.
ـ إعطاء الاختبار الشفهي الذي يقيس الطلاقة الشفهية مجالا أكبر في التقييم وقياس مدى التحصيل أو عمل مسرحية باللغة الإنجليزية كنوع من التقييم والدرجات.
ـ إعادة توزيع حصص مادة اللغة الإنجليزية على مدار الأسبوع حيث تكون هناك حصص فقط لتدريس مهارة المحادثة والتدرب عليها وتكون هناك حصص أخرى لتدريس القواعد اللغوية والتدرب عليها.
ـ التنوع في تناول تدريس مادة اللغة الإنجليزية ليشمل حصصا للاطلاع الخارجي وأخرى للمختبر اللغوي، وزيارات ميدانية تمارس فيها اللغة بشكل عملي، اضافة إلى أفلام ووسائط تعليمية جذابة.
ـ تجهيز غرف خاصة لتدريس اللغة الإنجليزية في المدارس (النادي الإنجليزي لممارسة الأنشطة ـ المختبر اللغوي لتنمية المهارات وخاصة المحادثة) وذلك على غرار ما يحدث في حصة العلوم.
نأمل أن تكون هذه الخطوة بداية لتصحيح الوضع وكذلك تطبيق سياسة الجودة التي تنتهجها الوزارة، ونأمل أن تطبق على مدارس محددة كنوع من التجربة لمعرفة الإيجابيات والسلبيات وبعدها تنظر الوزارة في مدى الفائدة من الخطوات السابق ذكرها.
آخر الكلام: خالص التهاني القلبية للعم عبدالعزيز سعود البابطين لمنحه الجائزة العربية للابداع الاعلامي السنوية للعام 2010 عن «التطويع الثقافي للاعلام» والتي اعلنت عنها اخيرا اللجنة الاستشارية في هيئة الملتقى الاعلامي العربي، وهو تكريم مستحق لرجل فاعل ومميز في مجال الشعر والثقافة والادب، واستطاع ان يعيد الاعتبار للتراث الشعري العربي من خلال القنوات الاعلامية المختلفة التي ساهمت في توسيع النطاق الثقافي العربي بشكل كبير.