لقد أصبح الكثير من المديرين والمديرات سواء في التعليم العام او التعليم الخاص يشعرون بالرغبة الملحة في التقاعد المبكر، على الرغم من صغر سنهم «لهم طولة العمر ان شاء الله»، بسبب ما تعانيه هذه الشريحة الكبيرة، التي أعطت وأفنت زهرة شبابها من أجل خدمة التعليم والطلاب، فإن الكثير منهم لديهم أمنيات ومطالب يأملون في ان تتحقق لكي يتراجعوا عن تقاعدهم المبكر، وسأعرض في هذه المقالة بعضا من أمنياتهم لعلها ترى النور قريبا:
ـ انشاء تجمع او جمعية خاصة بهم ترعى شؤونهم وتلبي احتياجاتهم اثناء الخدمة وبعدها، وتدافع عنهم «لا سمح الله» في اي ظرف، دون ان تكون مرتبطة او تابعة لأي جهة.
ـ اعطاؤهم صلاحيات كاملة من حيث نقل اي معلم غير كفؤ من المدرسة بعد استنفاد كل السبل معه، ولكي يعلم كل معلم او معلمة بأن اي تهاون او تقصير في عمله سيجد الاجراء المناسب.
ـ اعطاؤهم حق التصرف بالميزانية المقررة من قبل الوزارة، وكتابة الفواتير حسب ما تم شراؤه بالفعل لا بكتابة فواتير غير صحيحة، ويجب ان تتغير قوانين الصرف بشكل جذري، وهناك امور كثيرة تغيرت ومازالت بنود الصرف كما هي لم تتغير.
ـ منحهم الصلاحيات لتحويل اي معلم للعمل الاداري، دون الانتظار الى سنوات ليكمل المدة القانونية لتقديم طلب التحويل، لأن وجود هذا المعلم او المعلمة قد يؤدي الى نتائج سلبية لدى المتعلمين، وان المدير او المديرة هو القريب من معلميه الذين يعملون معه.
ـ جعل دور المنطقة التعليمية دورا استشاريا فقط للمدارس وتركيز جهودها لمتابعة المستجدات التربوية، وكيفية تطوير المناهج من خلال التوجيه الفني، وتزويد المدارس بالمعلمين في حالة النقص وغيرها من الأمور.
ـ كثير من المديرين والمديرات رواتبهم لا تليق بمكانتهم والجهد الجبار الذي يقومون به، مقارنة مع زملائهم في الوزارات الأخرى «اللهم لا حسد» مع العلم ان معظم المديرين والمديرات خبرتهم في الغالب لا تقل عن 25 سنة ومع ذلك تقل رواتبهم بكثير، وكذلك الاعمال الممتازة هي قليلة ايضا، حيث نجد ان الموظف في الوزارات الأخرى يحصل على نفس ما يحصل عليه مدير المدرسة، فكيف يتم ذلك؟ مقارنة مع الجهد الذي يقوم به المدير.
ـ ما المانع ان يعطى مدير المدرسة سيارة كميزة له وحافز للآخرين من المدرسين للمثابرة وترغيبهم للوصول الى هذا المنصب؟
ـ سماع وجهات نظر مديري المدارس، لأنهم من أهل الميدان والأخذ بآرائهم ومقترحاتهم والاستفادة منها لأنها في النهاية تصب في مصلحة العملية التربوية، والعمل في لجان لكل مرحلة تعليمية تضم مديرين ومديرات مهمتهم تلقي الاقتراحات ومدى تطبيقها، وتخفيف الضغط على المسؤولين للقيام بمسؤولياتهم الكبيرة الملقاة على عاتقهم «الله يعطيهم العافية».
ـ اعطاء مدير المدرسة الذي بلغت خدمته ثلاثين عاما ميزة العسكريين «راتبا 300 دينار» بالاضافة الى راتب التقاعد وراتب لمدة سنتين، كتقدير من الوزارة لجهوده ورد العرفان والجميل له، على ما قام به من تحمل للضغوط النفسية وتعامله مع جميع الأمور.
ـ اعطاء مدير المدرسة الصلاحيات الكاملة في تعطيل الدراسة في حالة الظروف غير الملائمة (أمطار شديدة، تعطل الكهرباء في المدرسة.. الخ) دون الرجوع الى المنطقة او الوزارة.
ـ الاستعانة بالمديرين والمديرات المتقاعدين ممن يشهد لهم بالكفاءة والمثابرة وجعلهم كاستشاريين في المنطقة التعليمية او الوزارة للاستفادة من خبراتهم واعطاؤهم مكافأة على جهودهم، ليشعروا بأهميتهم سواء كانوا في الميدان او خارجه.
آخر الكلام:
لا ندري كيف يساوي التوصيف الـوظيفي الموجه الفني بمدير المدرسة، فالموجه الفني «مع تقـــــديري لجميع الموجهين والموجهات»، الذي ترقى من «رئيس قسم» الى موجه يستطيع الترشح الى وظيفة مراقب مرحلة بعد سنتين، في حين ان زميله الذي ترقى الى مدير مساعد لايزال ينتظر ليكون أولا مدير مدرسة بعد اربع سنوات خبرة ثم مراقب مرحلة، ومن هنا نجد ان الموجه استطاع ان يصل بسرعة الى منصب «مراقب مرحلة» فلا ندري هل التوجه للعمل في المنطقة التعليمية اسرع في الترقي من البقاء في المدرسة؟
ما نتمناه ان تتغير مثل هذه المفاهيم والقوانين، فمديرو المدارس اعباؤهم كثيرة، ويستحقون التفاتة من وزارتنا الموقرة.
[email protected]