الموقف المشرف والرائع للكويت، اميرا وحكومة وشعبا، من اسطول قافلة «الحرية» الذي تعرض للاعتداء والوحشية من العدو الصهيوني الاسرائيلي في المياه الدولية يوم الاثنين الماضي قبل وصوله الى غزة، ليس غريبا على ابناء الشعب الكويتي، الذي جبل على مناصرة القضايا العربية والاسلامية ودعمها، وتحديدا قضية الشعب الفلسطيني وحقه في العيش بحرية وانهاء حالة الحصار التي يتعرض لها، ونصرة المسجد الاقصى، والسعي الى تحريره من براثن العدو الغاصب.
ان مشاركة الكويت بهذه القافلة وبمشاركة عدد من الدول نابعة من قناعتها وايمانها بالقضية الفلسطينية، وهذا ليس بجديد عليها، فهي منذ زمن بعيد قدمت كل اساليب الدعم والمناصرة، وها هم المشاركون الكويتيون في قافلة الحرية رسموا بأحرف من نور ملحمة رائعة ونموذجا يحتذى من صور الصمود ورباطة الجأش، ويحق لنا جميعا ان نتباهى بهؤلاء الابطال الذين ثبتوا ورابطوا وصمدوا في وجه العدوان الآثم.
16 كويتيا هو عدد المشاركين في القافلة، استطاعوا ان يعلموا الآخرين الكثير من الدروس والعبر، ففي الكويت برز هذا التلاحم الرائع بين اطياف الشعب الكويتي، وكانت ساحة الارادة شاهدة على تلاحم الكويتيين وترابطهم، فأعادت الى الاذهان اللحمة الشديدة لهذا الشعب الذي لا يعرف الاحقاد، ويتناسى الخلافات الصغيرة، وتذوب كل الحواجز، امام قضية اسلامية وعربية ووطنية،كان ابناء الكويت هم احد ابطالها، بل وعلمت الآخرين ان قوة الدول ليست بمساحاتها الكبيرة وسكانها الكثر.
فتحية كبيرة الى كل ابناء الشعب الكويتي على هذا الترابط والتلاحم، امام الازمات الكبيرة، وتحية الى قيادتنا الحكيمة، التي تعاملت مع هذا الحدث بروح المسؤولية والواجب والحرص على ابنائها، وعلى القضايا العربية، فكانت تتابع ما يحدث لحظة بلحظة وتواصلت مع اهالي المشاركين في القافلة ومع الدول الشقيقة.
وتحية كبيرة اوجهها الى ابطال الكويت في قافلة «الحرية» وهم: د.وليد الطبطبائي، مبارك المطوع، هيا الشطي، سندس العبدالجادر، وائل العبدالجادر، صلاح الجار الله، سنان الاحمد، عبدالرحمن الخراز، عبدالرحمن الفيلكاوي، صلاح المهيني، د.اسامة الكندري، عبدالله الابراهيم، مريم لقمان، احمد لقمان، نجوى العمر، د.وليد العوضي، ومنى ششتر، واقول لهم تستحقون كل التقدير والاحترام، وستبقى اسماؤكم محفورة في ذاكرة ابناء الكويت، بل وفي ذاكرة الشعوب العربية، ويكفيكم انكم وحدتم المواقف والصفوف، فحصدتم الاعجاب الذي تستحقونه عن جدارة من كل الدول والشعوب.
آخر الكلام:
جميل جدا هذا الانسجام الرائع بين الحكومة ومجلس الامة وابناء الشعب الكويتي حول هذه القضية وموقفهم الموحد والحاسم، والاجمل الاهتمام الكبير من صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد وحرصهم الكامل على سلامة ابناء الكويت حتى عودتهم الى ارض الوطن سالمين. ونقول للعائدين الابطال: كفيتم ووفيتم وما قصرتم، وتستحقون كل الاحترام والتقدير، والحمد لله على سلامتكم.
[email protected]