كانت مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية من الشركات الرائدة، ليس على مستوى مجلس التعاون الخليجي فقط بل على مستوى الوطن العربي، لامتلاكها عددا لا بأس به من الطائرات تجوب سماء العالم حاملة معها المسافرين بكل راحة وأمان، ولكن أصبحت هذه المؤسسة في هذا الوقت من الشركات التي «أكل الدهر عليها وشرب» رغم وجود أفضل الطيارين على مستوى العالم في المؤسسة والذين يشهد الجميع بكفاءتهم وخبرتهم، كما ان المهندسين المسؤولين عن صيانة الطائرات أيضا من الأكفاء الذين يعتبرون من خيرة الشباب الكويتي الذين يعتمد عليهم وتعتبر الطائرة الكويتية «مدللة» بسبب العناية الفائقة لها، وحسب علمي فإن المؤسسة بحاجة الى شركة عالمية تكون المسؤولة عن عملية التسويق لها من جميع الجوانب، والشركات الممتازة كثيرة تعرض نفسها لتقديم خدماتها، وكما نعلم ان هدف المؤسسة حاليا هو «خدماتي» فقط! وليس الربح للأسف، وينبغي على الحكومة ان تعمل على تحويل المؤسسة الى شركة حكومية مقفلة مثل «مؤسسة التأمينات الاجتماعية» أو «هيئة الاستثمار» اللتين تدران الربح للدولة من خلال الادارة الممتازة التي تمتلكها كل منهما، وان تعطي لهذه الادارة الجديدة الصلاحية الكاملة والمطلقة من حيث انهاء خدمات من لا يلزم وجوده وما أكثرهم، والبقاء للأفضل، وإعادة هيكلة المؤسسة من جديد وضخ دماء شابة جديدة لديها الكفاءة الممتازة «موجودين وجاهزين» في تولي مسؤولياتها والعمل على رفع اسم الكويت عاليا بين شركات الطيران، حيث يتمنى الكثير من المواطنين وغيرهم السفر على متن الخطوط الكويتية.
وعلى الحكومة ان تعمل على شراء طائرات جديدة واستبدال القديم وعددها 17 طائرة «والله فشلة»، وإبعاد الروتين الحكومي عن موضوع المناقصات الخاص بشراء الطائرات المدنية «أتمنى ذلك».
الكل يعرف ان هناك شركات طيران ظهرت في التسعينيات من القرن الماضي وبداية القرن الحالي تفوقت على «الكويتية» من جميع الجوانب فما السبب في ذلك؟! أسوق هذا الحديث بعد ان قامت حكومتنا الرشيدة بعملية تخصيص مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية، وظهور الاشكالات الكثيرة الخاصة بالموظفين منها «العلاوات تختلف عن وزارات الدولة» وكذلك المهندس الذي يفضل العمل في المؤسسة ولا يريد الانتقال الى وزارة أخرى، فنجد ان الكادر الخاص بالمهندسين الكويتيين مرتفع، وكذلك هناك الكثير من المشاكل العالقة تريد حلا لعلاجها وهذا يجعل الذي يريد شراء المؤسسة يفكر كثيرا في عملية الشراء على اعتبار ان تكلفة الموظف الكويتي عالية وهذا يعتبر خسارة له في حالة وجوده.
أمنيتي الكبيرة ان تتراجع الحكومة عن عملية الخصخصة، وان تعمل على دراسة الحلول المنطقية والناجحة من خلال الرؤية الواضحة والأهداف المحددة لجعل المؤسسة هدفها خدمة وربح.
يجب ان نعمل على إعادة القطار الى السكة، ويجب ان ننظر الى المستقبل المشرق لدولتنا الحبيبة الكويت، كما يجب ان نعمل جميعا لإعادة سمعة مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية كما كانت عليه سابقا، هذه الأماني لا يمكن ان ترى النور دون تضافر الجهود على جميع المستويات.
[email protected]