في البداية أوجه شكري وتقديري الى كل الايادي البيضاء من اهل الخير في الكويت، التي انشأت مراكز هدفها في المقام الاول خدمة ابناء الكويت، سواء كانت هذه المراكز ثقافية او صحية او خيرية او اجتماعية، وهي وضعت لخدمة المواطنين والمقيمين، فجزى الله خيرا كل من تبرع وساهم في انشاء هذه المراكز وجعلها في ميزان حسناتهم يوم لا ينفع مال ولا بنون. لكنني للاسف اشعر بالمرارة والحزن لما آلت اليه الاوضاع الصحية وتدنيها بصورة مخيفة، حتى اصبحت تنفر المواطنين من دخولها لما يعانون من متاعب كي يحظوا بالعلاج المناسب احيانا، وغير المناسب احيانا كثيرة، ومن الامثلة على ذلك مركز البحر للعيون، الذي اراجعه باستمرار، ففي ذلك المركز بعض الملاحظات التي نوجهها الى مسؤولي وزارة الصحة لعل وعسى ينظرون الى واقع الحال ويعالجون ما يحتاج الى علاج سريع وفعال:
- أعداد المراجعين بلغت ارقاما هائلة لاجراء عملية «الليزر»، ويضطر المواطن الى ان «ينتظر» ساعات وساعات حتى يستطيع ان يصل الى الطبيب المعالج، اما المواعيد فتصل الى شهرين وهي بعيدة جدا واحيانا ينسى المريض الموعد فيجبر على ان يأخذ موعدا آخر مدته ايضا شهران، وفوق ذلك يجب عليه ان يحضر في وقت مبكر من الصباح تقريبا الساعة 6:30 صباحا كي يأخذ رقما بسبب ازدحام المراجعين وخاصة يوم الاربعاء.
- وبعد الانتظار والجهد الكبير يصل المواطن الى الطبيب، الذي عالج الكثير الكثير من المرضى، واصابه الملل والتعب، فنراه لا يهتم بحال المواطن المريض، وما يفعله يكون مجرد تحصيل حاصل، لان هناك الكثير من المراجعين ينتظرونه ويريد ان «يخلص» بسرعة رغم ان علاج الليزر يحتاج الى دقة وعناية شديدتين.
- العيادات محدودة في المركز والخاصة بعلاج الليزر، ولا تستطيع معالجة هذا الكم الكبير من المراجعين بالدقة المطلوبة.
- عدم وجود المتخصصين الذين يشرحون حالة المريض قبل اجراء عملية الليزر وما وصلت اليه حالة عينه وما هو المطلوب منه وهي امور نفسية مهمة للمريض وخاصة مرضى السكري «وانا احدهم».
- صالات الانتظار صغيرة نوعا ما قياسا بعدد المراجعين.
والسؤال الذي نطرحه هنا: لماذا لا تنشئ الحكومة او وزارة الصحة بالتحديد مركزا متخصصا لامراض العيون اكبر من مركز البحر، او مراكز متعددة في محافظات الكويت نضاعف فيها عدد العيادات والاطباء، وتوفر لها جميع الاجهزة الحديثة والمتطورة، والكفاءات الطبية؟
اعتقد ان انشاء مثل هذه المراكز اصبح حاجة ملحة، وليت مسؤولي وزارة الصحة يقومون بزيارة مركز البحر وخاصة يوم الاربعاء ليشاهدوا بأعينهم واقعه المرير، ومعاناة مرضى العيون في هذا الوطن، وقانا الله وإياكم من هذه الامراض.
آخر المطاف: كل الشكر والتقدير لرئيسة قسم السجلات الطبية في المركز على تعاملها الراقي مع المراجعين.
[email protected]