انتشار السحر في وقتنا الحاضر سببه الابتعاد عن تعاليم الإسلام وكثرة الجهل وقلة العلم، ويقصد بالجهل هو الجهل بعبودية رب العالمين، والجهل بأن الله هو خالقهم ورازقهم ومدبر شؤون حياتهم، لأن السحر من السبع الموبقات ويأتي في المرتبة الثانية بعد الشرك بالله. وقد اتجه كثير من الناس الى الساحر لأسباب متعددة، وسأذكر قصة حقيقية حدثت لصديق عزيز:
كنت أصلي في أحد المساجد وعندما انتهيت من الصلاة لمحت صديقا عزيزا لم أشاهده منذ فترة طويلة، لم أصدق عيني عند رؤيته يصلي، لانقطاعه عنها منذ فترة طويلة، كما انه كان دائم التردد على دولة آسيوية، وكان له اخوة ينصحونه فيسد أذنيه عن نصحهم، فلما يئسوا منه ومن صلاحه انصرفوا عنه وتركوه لنفسه.. سلمت عليه بحرارة وبعد السلام قلت له «الله الهادي»، قال لي ونعم بالله، أكيد انت استغربت لما رأيتني أصلي! قلت أكيد. فأجاب لا تستغرب فلقد هداني الله إلى الطريق السليم والنجاة من النار، فقال لي: إني لا أحب ان أتحدث هنا في بيت الله تعال معي في سيارتي ونتحدث لتسمع حديثي.
وقال لي لقد كنت مسحورا من فتاة آسيوية، لقد كنت كالبهيمة لا أعرف ماذا يجري حولي من أمور، كل همي ان اجمع المال وأذهب لها بدون وعي أو إدراك، ولا تسألني عن تفسير ذلك؟ هل هو قلة دين «أصلا لم يكن عندي دين»، وأحب ان اقول لك ان اخوتي قرروا أن يعملوا حيلة لجلبي الى الكويت وكانت أحلى حيلة لأنها أرجعت لي ديني وصوابي وأهلي واحبائي، وعند وصولي فورا ذهبوا بي إلى احد المشايخ وقرأ علي واتضح أنني مسحور من خلال شيء شربته أو أكلته في تلك الدولة «طبعا لا أذكر شيئا وهذه الأمور عرفتها بعد شفائي ولله الحمد».
إن كثيرا من جهلة الناس على اختلاف جنسياتهم يذهبون إلى السحرة لأمور عديدة أهمها: الشفاء من الأمراض على اختلاف أنواعها للأسف ولا يعلمون أن الشافي هو الله سبحانه وتعالى، وكذلك حمايتهم من السحر أو إبطاله «سحر الربط» وكشف المستقبل بسبب خوفهم من المجهول أو ضياع النعم وغيرها من الأمور الكثيرة التي يلجأ فيها الناس الى الساحر.
ولا شك في ان ضرر الساحر على الفرد والمجتمع كبير وخطير، فبالنسبة للفرد ترك المنزل والعداوة بين الأسرة وضياع الأسرة من خلال الطلاق أو الضرب، وفشل الطالب في دراسته بعد ان كان ممتازا وغيرها من الامور الخطيرة، أما ضرره على المجتمع فيؤدي الى زرع الحقد والحسد، ويحول المجتمع المسلم من محافظ على دينه الى مجتمع يسوده الشرك بالله والعياذ بالله، وأمور عديدة لا يتسع المجال لذكرها.
وفي نهاية الحديث يجب على المسلم أن يتحصن بالدعاء والاستعانة فقط بالله سبحانه وتعالى، وأن يلتزم بتعاليم القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وأن نعمل جميعا على فضح كل ساحر ونكشف أمره وحيله.
[email protected]