آلمنا جدا ما يحدث هذه الأيام في الشقيقة مصر من احتجاجات ومظاهرات، خرجت أحيانا عن نطاق التظاهرات السلمية الراقية، التي تطالب بالتغيير وتعارض السياسات الحكومية في معالجة أوضاع الشعب المتردية.
وإذا كنا لا نختلف على حق الشعب في التعبير عن رأيه، وفي ممارسة حريته في الاحتجاج والتظاهر، إلا أننا نرفض ما واكب تلك الأوضاع من أعمال بلطجة وسلب ونهب واعتداء على الناس حتى في بيوتهم، وخروج ألفاظ وكلمات بحق الرئيس مبارك كان يجب ألا تصدر من هؤلاء الشباب رغم معاناتهم.
وما يجب أن يتذكره أبناء «أم الدنيا» أن للرئيس مبارك تاريخا حافلا ومواقف إيجابية كثيرة تدل على حكمة هذا الرجل وبعد نظره، حتى في أشد الظروف التي تمر بها بلاده.
فالرجل أعلنها صراحة أنه لن يترشح لولاية جديدة، وانه لا توريث للحكم، وأن من حق الشباب أن يمارسوا حريتهم ويتظاهروا، وطالب بإجراء تعديلات دستورية، واستجاب لمعظم مطالب المتظاهرين، فما الذي يمنع أن يستمر مبارك كرئيس حتى يكون هناك انتقال هادئ للسلطة، وفق انتخابات شعبية، حرة ونزيهة وتعبر عن إرادة الشعب قولا وعملا؟
إن موقف الرئيس مبارك في هذه الأزمة رائع ومتميز ودلالة على حبه لمصر وخوفه عليها، فما نخشاه، ويخشاه كل عربي أن يقرر الرئيس التنحي، وتقع البلاد في حالة من الفوضى والاقتتال الداخلي لا تستطيع الخروج منها إلا بعد سنوات طويلة من المعاناة والعذاب والضحايا، وهو ما لا نريده للشقيقة مصر.
إنني على قناعة تامة، ورغم كل ما حدث، إن الأشقاء المصريين سيدركون بعد حين، أن تمسك الرئيس بالسلطة قد جنب البلاد مصيبة كبيرة، وسيعرفون أن «الكبير كبير»، وأن موقف الرئيس مبارك لمصلحة مصر.
تمنياتي للأشقاء في مصر أن يتجاوزوا هذه الأزمة، وأن ينعم الله تعالى عليهم بالأمن والأمان، فرسالتهم قرأها «الريس» وأدرك معناها، فانتظروا واصبروا، والله تعالى معكم، فلا تستعجلوا في الحكم على رئيسكم، رغم ما تعانونه، ونسأل الله تعالى لكم التوفيق والسداد.
[email protected]