يقول سبحانه وتعالى (فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثُلاث ورُباع فإن خِفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا ـ سورة النساء).
انتشرت في الآونة الأخيرة في مجتمعنا الخليجي ظاهرة الزواج بزوجة ثانية بشكل واسع، وغالبا ما تكون هذه الزوجة في سن «عيال» الزوج للأسف، بل تكون عملية الاقتران بزوجة أخرى لمجرد الزواج فقط، يعني باللهجة المحلية الكويتية «يبي يتشبب» دون أي أسباب أخرى، ونجد أن هناك قلة قليلة من الرجال من يتزوج فيبذل أقصى الجهد للعدل بين زوجاته، في حين أن هناك الأغلبية منهم «الله يسامحهم» من يضرب بالعدل بين زوجتيه عرض الحائط، فيهمل الزوجة الأولى وأولاده منها، وينسى العشرة ووقفتها معه في السراء والضراء وتحملها معه مشاق الحياة، وعدم تقصيرها معه في أي أمر من أمور الحياة، ويبدأ يعاملها معاملة قاسية بينما يعامل الزوجة الثانية معاملة «عسل» فيهجر أسرته، ولا يصرف عليهم، ولا يسأل عن شؤونهم، متناسيا للأسف ما يمليه عليه الشرع بضرورة العدل.
ويقول عز وجل: (ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة وإن تُصلحوا وتتقوا فإن الله كان غفورا رحيما ـ سورة النساء).
يروي لي أحد المقربين أن صديقا له تجاوز الخمسين تزوج من امرأة ثانية في العشرينيات «ضرة» على زوجته الأولى وأم عياله «يعني كبر عياله» ودون موافقتها، فقامت قيامة الزوجة الأولى، فأهملها وأهمل عياله، وأصبحت العشرينية هي المدللة، وجميع طلباتها مجابة، في حين كان يحاسب زوجته الأولى وعياله على كل صغيرة وكبيرة «وينكد عليهم» بإعطائهم المصروف، ويتعلل دائما بعدم قدرته المالية، ولكن بعد فترة أحس بضياع بيته وأولاده، فندم على ما فعل، وأراد أن يصلح بيته لكن بعد فوات الأوان، فكثرت همومه حتى أصبح يدعو الله سبحانه وتعالى كل يوم أن ينام ولا يقعد، ليريح نفسه من هذه الهموم والمشاكل، وقام بتطليق الزوجة الثانية التي لا ذنب لها، وحاول الرجوع إلى زوجته الأولى وعياله ولكنهم لم يتقبلوه مرة ثانية، بسبب «الشرخ» الكبير الذي صنعته يداه، ولأنه لم يعدل بين الزوجتين حسب الشرع.
وبنهاية هذه القصة أتذكر معكم قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «من كانت له امرأتان فمال الى إحداهما جاء يوم القيامة وشقه مائل»، ومعنى الحديث الواضح هو وجوب العدل بين الزوجات في النفقة والمسكن، ولا يجوز للزوج ان يظهر حبه لزوجة دون الأخرى علانية، لأن مكان الحب هو القلب.
آخر المطاف:
زملائي المعلمين والمعلمات، يرجى تكثيف الجهود والحرص على التواجد في يوم الخامس من ابريل لإقرار كادر المعلمين والمعلمات، فإذا لم نتفاعل مع قضايانا فلا نتوقع من الآخرين ان يتفاعلوا معنا، ألا هل بلّغت، اللهم فاشهد.
[email protected]