سامي الخرافي
وزيرة التربية وزيرة التعليم العالي د.موضي الحمود، في البداية أبارك لك توليك منصبك الجديد، وتجديد ثقة القيادة السياسية بك، لما عرف عنك من مقدرة على الإدارة وحسن التعامل في قيادة دفة الأمور لما فيه الخير للجميع.
وأتمنى يا دكتورة ان يتسع صدرك عند قراءة رسالتي لأنني أبث إليك من خلالها هموم مديري المدارس، وبعض مشكلات التعليم التي ثقلت بها الصدور، واستميحك عذرا بما جاء فيها، خصوصا انك في أيامك الأولى في هذه الوزارة المليئة بالهموم والمشكلات والقضايا التي تهم مجتمعنا الكويتي برمته.
فلا يختلف اثنان في الكويت على ان الوضع التعليمي عندنا يحتاج الى وقفة جادة، والى تغيير شامل من أجل النهوض والارتقاء به لما فيه صالح أجيالنا المقبلة.
وسأوجز لك في عجالة بعضا مما يعانيه التعليم في بلادنا:
ـ مازلنا في الكويت لا ننظر الى الاستثمار في مجال التعليم نظرة مستقبلية، وأصبح كل همنا التجارة والربح والبورصة، ونسينا أو تناسينا ان الاستثمار الحقيقي هو في الإنسان الذي يستطيع ان يصنع المعجزات.
ـ السلم التعليمي المعمول به حاليا 5/4/3، لم يثبت جدواه، وكان من الأفضل لو بقي كما كان أو تم استبداله بسلم آخر 6/3/3.
ـ عدم إطالة الدوام المدرسي، لأنه لا يتناسب مع حرارة الجو المرتفعة جدا في البلاد، وبسبب البيئة المدرسية التي لا تعد جاذبة حتى هذه الأيام.
ـ الصلاحيات الممنوحة لمديري المدارس محدودة، ولابد ان تكون أوسع من ذلك، كما هو معمول به في بعض دول العالم، ككندا مثلا، فالمسؤولية التي يتحملها مدير المدرسة عندنا كبيرة، فهو مسؤول عن الطلاب والمعلمين ومواجهة أولياء الأمور، والمتابعة مع المنطقة التعليمية، واذا ما ارتكب خطأ بسيطا تقوم الدنيا ولا تقعد، كما انه لا يستطيع نقل معلم أو إعطاءه إجازة خاصة ـ حيث ترفض أحيانا من مسؤولي المنطقة ـ ويجب ان يكون حاضرا في المدرسة في كل وقت قبل بداية اليوم الدراسي ولا يغادرها إلا بعد الاطمئنان على كل صغيرة وكبيرة، ولا يمكن لمدرسته ان تقوم برحلة أو زيارة أو تنظيم محاضرة إلا بعد الحصول على الموافقات اللازمة، وممنوع عليه ان يقبل أي مساهمات من قبل أولياء الأمور، وفوق كل هذا يجب ان يزور المعلمين ويحضر الدروس الريادية واجتماعات الإدارة المدرسية والمنطقة التعليمية والوزارة، وعليه ان يرسم الابتسامة على وجهه لكل من يزوره مهما كانت نفسيته أو معاناته.
ـ المناهج الدراسية يجب ان تواكب التطور الذي يحدث في العالم من قفزات تكنولوجية هائلة وفي سوق العمل.
ـ ضرورة زيادة رواتب المعلمين الوافدين وتحسين أوضاعهم، بشكل جدي، لأنهم يشكلون نسبة كبيرة في مدارسنا.
ـ بعض المسؤولين في الوزارة ينظرون الى مديري المدارس على انهم السبب في كل مشكلة تحدث في مدارسهم، ونسي هؤلاء انهم كانوا مديري مدارس يوما ما وعرفوا الأعباء الملقاة على كاهلهم.
ـ إعطاء الموجهين سيارة وبدل استخدام تليفون، بسبب كثرة تنقلهم بين المدارس واتصالاتهم.
ـ عدم تطبيق أي منهج إلا بعد تجربته في عدد من المدارس قبل تعميمه.
ـ إعادة النظر في وثيقة التعليم المتوسط المزمع تطبيقها العام المقبل لما عليها من ملاحظات كثيرة.
معالي الوزيرة، هذا غيض من فيض، ونأمل ان تلقى هذه الأمور اهتمامك، الى جانب قضايا تربوية أخرى لاتزال عالقة، راجين العمل على تذليل كل الصعاب التي تواجه مسيرتنا التربوية لنخرج لهذا الوطن أجيالا تبني المستقبل المنشود وتحقق الأمنيات المرجوة.
[email protected]