عندما تحلم بامتلاك شقة في «تركيا» فإنك ستتوجه إلى المعرض المقام على أرض الكويت من أجل مشاهدة الشركات المنافسة وعروضها والتسهيلات من أجل توقيع العقد وهنا «مربط الفرس»، حيث تعمل بعض الشركات على إغراء الزبائن بأن لديها مشاريع ضخمة من خلال كتالوجات وصور المجمعات ذات الإطلالة الخلابة وقربها من الأسواق.. الخ وأن هناك تسهيلات كبيرة في الدفع من أجل جذب أكبر عدد ممكن من الزبائن لأجل تشجيعهم على سرعة توقيع العقد قبل نفاد الوحدات السكنية وان المشروع سوف ينتهي منه خلال ثلاث سنوات على أبعد تقدير.
تلك المقدمة هي ما حصل للكثير ممن أعرفهم تم النصب عليهم عندما قرأوا إعلانا عن معرض للعقار في أرض المعارض فتوجهوا «بفرح» ويا ليتهم لم يذهبوا، فقد أوهمت احدى الشركات الكثير من الزبائن بأن لديهم مجمعا سكنيا فخما في استانبول يتكون من نظامين النظام الأول هو المشاركة في الشقة لمدة أسبوع في السنة والنظام الآخر هو شراء شقة في ذلك المجمع فقامت تلك المجموعة بدفع المبلغ سواء على دفعات أو «كاش» وتم تسلم العقد ولكنهم فوجئوا بعد انتظار «ثلاث سنوات» بأن ما قامت به تلك الشركة هو عملية نصب «عيني عينك» فلا يوجد «مجمع» ولاهم يحزنون فذهبت فلوسهم إلى جيوب تلك العصابة «زقوم في بطنكم» وبدأوا برفع دعاوى على تلك الشركة من أجل إرجاع أموالهم!
إن الغريب في الأمر أن بعض تلك الشركات تواجدت بشكل رسمي، فهل كل من هب ودب يستطيع أن يشارك في أي معرض دون معرفة قانونية عن تلك الشركة؟ وهل لدى تلك الشركات مبالغ في البنوك كضمان في حالة عدم اسيتفائهم لحقوق الزبائن؟ الأمر المحزن في الأمر بأن حلم دام سنين يذهب في لحظة «نصب» أتقنها أشخاص اتخذوا من مكاتب فخمة وطاقم محترف للنصب وسيلة لإغراء زبائن لم يتخيلوا في لحظة بأن شركة وتحت مظلة وزارة التجارة ومرخصة تعمل هذا العمل الإجرامي.
إن عمليات النصب والاحتيال المنتشرة في الكويت تحتاج إلى سرعة تدخل مباشر وسريع من الوزارات المعنية من أجل حماية حقوق مواطنيها فلا بد من مراقبة كل شركة تدخل في كل معرض من جميع النواحي، فالوضع إذا استمر على ما هو عليه فسوف يستمر النصابون بنصب شباكهم لاصطياد زبائن جدد ممن يطلق عليهم «يا غافلين لكم الله».
[email protected]