يستحق هذا المسلسل التركي التاريخي والذي يعرض على قناة «اليوتيوب» كل إشادة وتقدير ويستحق تقدير امتياز كمسلسل تاريخي لأنه يصور لك حياة وحروب قبائل «كابي» التركية والتي خرج منها مؤسس الدولة العثمانية عثمان بن أرطغرل، إن العقبات والفتن والخيانات والبناء والتضحيات.. الخ والتي تعرض لها والد مؤسس الدولة العثمانية من خلال هذا المسلسل تشدك للنهاية بالرغم من طول الحلقة الواحدة إلى أكثر من ساعتين، إن ما يميز ذلك المسلسل روعة التصوير وجمال الطبيعة والموسيقى التصويرية، إذ لا توجد أي مشاهد خادشة للحياء، وحيث بساطة الحياة آنذاك وأداء الممثلين الرائع والميزانية الضخمة المرصودة لإنتاج مثل ذلك المسلسل وكذلك انتقاء المفردات والتي نقرأها مترجمة بالتأكيد تجسد أن هناك هدفا هو تثقيف الشعب التركي على استخدام تلك المفردات وغرس المواطنة الحقيقية من خلال ما فعله الأجداد والتضحية بحياتهم من أجل هذا الوطن والتي سالت من أجله الدماء، فتلك رسالة مباشرة بأن يجب عليكم الانتباه لهذا الوطن وبذل الغالي والنفيس من أجله، أضف إلى ذلك وهو أمر يدعو إلى الفخر بأن يزور الرئيس التركي «أردوغان» موقع التصوير لذلك المسلسل، فهذه أكبر رسالة بأننا ندعمكم كأعلى المستويات ونقف معكم في مثل تلك المسلسلات التاريخية والتي تعكس تاريخ الدولة التركية.
نأتي على المسلسلات الكويتية بشكل خاص فنشاهد أغلبها يصورنا على أننا شعب أغلبه مرفه وحياتنا فيها خيانات مختلفة في الأسرة الواحدة وكل ما يعرفه المشاهد لتلك المسلسلات هو أسماء الماركات التي يلبسها الممثل أو الممثلة أو أسماء المجمعات والمطاعم أو الملابس الفاضحة والتي تستحي أن تشاهدها مع أسرتك والتي ترتديها الممثلات، أضف إلى ذلك الصراخ والغدر والتشكيك بالذمم وأصبحنا شعبا «بلا ذمة» ولا أخلاق ولا نهتم بغرس أي قيمة وطنية مهمة في جيل الشباب غير كيف تعرف تغدر بصاحبك وكيف تخونه.. الخ.
لم تعد المسلسلات والتي كانت قبل الغزو والتي كانت تشدك ببساطتها وما زالت خالدة كدرب الزلق مثلا وغيرها فيها قيم وعبر.. بأسلوب محترم وتجد الكاتب كويتي والمنتج كويتي وأغلب الممثلين كويتيين وهم حريصون على توصيل هدف معين من خلال أي مسلسل عكس ما هو حاصل حاليا لا يهم المنتج سوى الربح، أما القيم «فما توكل خبز»، ولا يوجد كتّاب أفذاذ حاليا للأسف، فنتمنى من وزارة الإعلام الحرص على إنتاج المسلسلات التاريخية الكويتية، والقصص كثيرة في تاريخنا الكويتي وتوفير جميع ما يلزم وتصويرها بأسلوب سينمائي من أجل أن يعرف الجيل الحالي ماذا قدم الأجداد لهذا الوطن من أجل أن تكبر معه تلك القيمة ويزرعها في أولاده وأحفاده.
[email protected]