انتشرت ظاهرة كتابة بعض الآيات القرآنية على كثير من المنازل مثل (ما شاء الله) وغيرها سواء في بداية البناء على جدارية كبيرة أو بعد الانتهاء من البناء كنوع من «التطير»، وخوفا من حسد أعين الناس على اعتبار أن منزله مساحته 10000 متر ويطل على نهر ومنظر على الوادي وفيه من الخدم والحشم ما لا تستطيع أن تعدهم.. الخ ويعلم أن بيته مساحته 500 متر على الأكثر وشارع واحد «مردوف» ولاصق بقربه جار «دعله» كل يوم هوشة معاه بسبب أنقاض المنزل التي يرميها بقرب منزله.
إن تلك الظاهرة والتي لم نعلم لها سابقة وليست من الدين في شيء بدأت تنتشر كالنار في الهشيم بين المنازل وخاصة الجديدة، هناك الكثير من البدع التي للأسف يعتقد الكثيرون أنها ستحميهم من الحسد وهي ليست من الدين، وعلى النقيض من ذلك لا يدري عن أسرته شيئا ولا يحصنهم بأذكار الصباح والمساء وكل همه هو منزله فقط على اعتبار انه هو الأهم من كل شيء.
لم يعرف عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كتب سورة من القرآن الكريم أو آية منه على لوحات أو أطباق تتعلق بالجدران.. من أجل منع الحسد أو التبرك.. وسار الصحابة على هديه في ذلك... من فتاوى اللجنة الدائمة (4/58)
يقول ابن القيم: اذكار الصباح والمساء بمنزلة الدرع، كلما زادت سماكته لم يتأثر صاحبه، بل تصل قوة الدرع أن يعود السهم فيصيب من أطلقه، ويقول ابن عثيمين: إن تلك الأذكار اشد من سور يأجوج ومأجوج في التحصن لمن قالها بحضور القلب. ويذكر ابن كثير: البسوا معطف الأذكار ليقيكم شرور الأنس والجان.
نعلم مما سبق أنه لم يُذكر أن تكتب على منزلك أي آية لتحميك من شرور الناس وتقيك شرهم فكل ما يصيبنا من مكروه بعد أن حصنا أنفسنا يجب أن نرضى به ونتيقن بأنه خير من ربنا عز وجل لأننا قد تحصنا به، كما أننا جميعا نقرأ سورة الكهف عندما تحاور الصديقان: (ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله) فتلك آية صريحة بأن يقول الإنسان بلسانه وليس بالكتابة على المنزل، فهل يأتي الوقت ونرى تلك الظاهرة قد انقرضت بعد معرفة تلك الحقائق؟
[email protected]