قصة حقيقية قرأتها وهي تحكي عن نهاية إنسانة بلغت من العمر ثمانين عاما اتخذت من الذكر وسجادة الصلاة سبيلا لها، حيث كانت تقوم الليل من أجل العبادة والسجود بعد ان اعتزلت مجالس النساء والابتعاد عن القيل والقال.
يقول كاتب القصة والتي نشرت في كتاب «قصص أذهلتني»: بأن للمرأة ولدا وحيدا سمعها تناديه وتقول له: بأن الشيء الوحيد الذي يتحرك فيني هو لساني فقال لها: سوف أذهب بك إلى المستشفى فقالت له: لا تأخذني بل فقط أجلسني على الكرسي ومن حرص الابن قال لها:سآخذك إلى المستشفى وهناك تجمع عليها الأطباء دون أي يكون لهم رأي لحالتها وغير قادرين على تشخيصها فقالت لابنها: أسالك بالله أن تردني إلى البيت وإلى سجادتي، ووافق الابن وهناك قام بعملية الوضوء لوالدته وأقعدها على سجادتها وقامت بالصلاة وظلت على هذا الوضع إلى ما قبل صلاة الفجر بوقت قصير ونادت ابنها وهي تقول له: يا ولدي أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه ونطقت بالشهادة وتوفيت بعد ذلك.
ولقد غسلها الابن وهي ساجدة وكفنها وهي ساجدة وحملوها وهي إلى الصلاة وهي ساجدة ولقد قاموا بتكبير القبر ودفنوها وهي ساجدة.
يا لها من وفاة يتمناها الجميع بأن تكون خاتمة حياته على تلك الوضعية، ألم يحن الوقت لكي نحاسب أنفسنا؟ إننا نسمع الكثير من القصص والعبر ولكن دون أن تهتز مشاعرنا وكأننا مخلدون في هذه الدنيا الفانية أو كأننا نعرف بأن أعمارنا ستكون طويلة وهناك متسع من الوقت لكي نمرح ونلعب ونخطئ ونبتعد عن ديننا ثم نرجع الى الهداية ونبتعد عن كل ما يخالف شرع الله!
يا كثر ما نعرف أشخاصا نسوا الله فنساهم فكانت نهايتهم سيئة وتعيسة، أضف إلى ذلك هناك الكثير من الناس لم يسجدوا سجدة واحدة لله وما زالوا على ذلك! نسأل الله لهم الهداية، إن الدنيا فانية فأنت اليوم متوفى وما تعرف من سيكون غدا نسأل الله الهداية للجميع وأن تكون خاتمتنا كتلك المرأة غفر الله لها وأسكنها فسيح جناته.