طلب مني صديق عزيز أن أكتب هذه القصة الحقيقية في مقالتي القادمة عن إحدى قريباته والتي طافها سن الزواج رغم ما تملكه من شهادة ودين وأخلاق.. بحجة ان والدتها لا تريد أن تزوجها إلا من علية القوم، فأصبحت في حسرة وندامة على عمرها بعد أن طافها سن الزواج بحجة البحث عن زوج مرموق ومُنعت من حقها الشرعي في الزواج والاستقرار والعيال.
يقول الصديق العزيز: توفي والد قريبته وكانت هي في سن صغيرة، وحالتهم ميسورة فأصبحت والدتها مسؤولة عنها بعد وفاة والدها إلى أن تخرجت البنت في الجامعة بتقدير جيد جدا، فكانت سعيدة بهذا التخرج لأن والدتها قد قالت لها: إذا تخرجت في الجامعة واشتغلت راح أكون سعيدة بزواجك فكانت طايرة من الفرح بعد قبولها للعمل في إحدى الوزارات لأن ذلك يعني «زواجها» كما هو حال الكثيرات من بنات جنسها، ولكنها لاحظت أن والدتها بدأت تستبعد أي متقدم للزواج بحجة أنه مو «مواخذينه» أو وظيفته ما تناسبك.. فبدأت تعطي أعذارا غير مقنعة في سبيل تطفيش أي متقدم للزواج من ابنتها!
فأصبحت تلك البنت في سن كبيرة أو بمعنى آخر طافها سن الزواج، فمرضت والدتها بالمرض «الخبيث» وقالت لابنتها: يا بنتي حلليني ترى احتمال أموت في أي لحظة وكان في تلك الغرفة بعض الأقارب من أجل الزيارة فكانت ردة فعل البنت في تلك اللحظة قوية وجريئة حيث قالت: لن أحللك، لأنك سببت لي قهرا وحسرة ومنعت عني شرطا أساسيا في هذه الدنيا وهو الزواج، كنت لك مطيعة في كل أمر، لا أريد أن أغضبك مخافة أن يغضب ربي علي.. هذه الشهادة والوظيفة.. بماذا ستفيدانني؟! أنا كل يوم في آخر الليل أبكي على سريري أتحسر وأرى صديقاتي وهن سعيدات مع أولادهن وأزواجهن وأنا وحيدة بهذا الفراش، ما السبب في حرماني من أن «أرضع طفلا».. ما السبب في ألا يكون بجانبي رجل يخاف علي ويحميني وأشكو له همي ويحبني وأحبه؟.. أنا لولا غضب ربي علي لدعوت عليك كل يوم لما أصابني من آلام.. لن أسامحك يا أمي على ما حدث لي.. ولكن موعدنا عند رب لا يظلم عنده أحد.. هو من سيفصل في ألمي وإلى ذلك اليوم لن «أرضى» عنك فخرجت وهي تبكي بكل حسرة.
آخر الكلام: أعتقد بأن هناك حالات كثيرة مثل حالة قريبة صديقي قد طافهن سن الزواج بسبب حجج آبائهن.. هذا مو أصيل أو حالته عادية.. أيها الوالدان أتمنى ألا تقفا في طريق زواج ابنتكما.. واحرصا على رجل حسن السيرة صاحب أخلاق.. قبل أن يكون مصيركما كمصير والدة تلك الفتاة بألا تسامحكما ابنتكما وتطلب حقها من صاحب العدل رب العزة والجلالة.
[email protected]