أصبحت الحياة في هذه الايام تتسم بكثير من التعقيد والغموض وصرنا لا نستطيع تفسير أمور كثيرة حتى أضحت مسيرتنا في الدنيا كمن هو في رحلة على مركب من الورق، فمهما حلمنا وتمنينا بأن نمضي قدما أو نغير مسار الرحلة لا نستطيع لأن الريح قوية فترجعنا للخلف، ولا يمكننا أن نتقدم للأمام مع رفضنا للكثير من الأمور ووقوفنا عاجزين عن التصدي لها بسبب موجتها العالية.
٭ تتصدر الصفحات الأولى لكثير من الصحف أخبار المشاهير في جميع وسائل التواصل الاجتماعي فتنقل تفاصيل حياتهم بشكل دقيق وكذلك أخبارهم أينما ذهبوا، أما أصحاب العلم والأدب والدين.. فتكون أخبارهم بسيطة والكثير لا يعرف عنهم شيئا!
٭ بعد تحرير الكويت من الغزو العراقي كنا سعداء بأن التركيبة السكانية ستكون لصالح المواطنين على حساب الوافدين على اعتبار أن هناك جاليات كثيرة كانت تطغى على أعداد المواطنين ولكن يا فرحة ما تمت، فآخر إحصائية لعدد سكان الكويت تفيد بأن المواطنين أصبحوا قلة في وطنهم، يا ترى ما السبب في ذلك؟!
٭ أصبح الموظف المميز والمخلص محاربا أينما وجد في كثير من المؤسسات والدوائر الحكومية لأنه صاحب ضمير وقدوة حسنة أما الموظف «الكسول» والمتسلق والضمير الميت.. فتجده مرحبا فيه وتفاجأ بأنه صاحب سطوة ونفوذ ويمتلك «براشوت» أصلي في الوصول لأعلى المناصب!
٭ أصبح الإنسان المسالم في وقتنا الحاضر مدعاة للشفقة وانه صاحب شخصية ضعيفة أما صاحب المشاكل فتجد كثيرا من الناس يحترمونه ويعتقدون أنه صاحب قوة ويجب أن «نداريه» حتى لا يسبب لنا أي مصيبة ودايما نسمع: فكونا من شره خلصوا شغله ما نبي مشاكل!
٭ أصبح الإنسان الملتزم بعاداته وتقاليده وبساطة حياته.. موضع سخرية من الكثيرين لأنه بنظرهم «رجعي» أما صاحب الحياة «الفري» فهو إنسان متحرر عن التقاليد المقيدة وتجد الكثير من الناس تحترمه!
٭ وأخيرا.. أصبح من يمتلك سيارة بسيطة على قد حاله تؤمن له قضاء مشاويره في نظر الكثيرين مسكينا مو قادر يشتري سيارة مثل بقية من يمتلك سيارة «كشخة» فهو في نظرهم يستحق التقدير والاحترام!
٭ نهاية الكلام: يقول الشاعر عبدالرحمن العشماوي:
حقيقة لو وعاها الجاهلون لما
تنافسوا في معانيها ولا احتربوا
ما قيمة الناس إلا في مبادئهم
لا المال يبقى ولا الألقاب والرتب
[email protected]