من أساسيات التراث الكويتي وجود حفلات «الأنس» والطرب والتي يحييها العديد من المطربين المعروفين الذين يتغنون بأغان متنوعة في أماكن متعددة وتتنوع جلسات الأنس حسب ميول كل شخص فيذهب للفن الذي يعشقه ويميل له، فتجد في تلك الحفلات جميع شرائح وطوائف المجتمع فلا تجد أحدا يتحدث بالسياسة أو يأتي على طاريها والكثير منهم لا يعرف معنى السياسة ولا يعرف معنى الطائفية، فتجد السني جالس بالقرب من الشيعي ويصفق معه بسعادة والبدوي بجانب الحضري وتجد «الضحكة» لا تفارقهم وتجد في تلك «السمرات» جميع الأعمار كل ذلك من أجل المتعة وترويح النفس.
ما دفعني لتلك المقدمة هو ما نشاهده في كثير من الأعراس من حرص أهل «المعرس» على إحضار فرقة من أجل إحياء ذلك العرس بعيدا عن التقليد السابق وهو أن تأتي للعرس من أجل السلام على المعرس ثم تتعشى أو تذهب لحال سبيلك أو تسولف مع صديق قديم لم تره منذ مدة طويلة، تلك الفرقة عندما تبدأ بالطرب وتنظر للصالة نظرة «متفحص» تجد الكثيرين «يحلقون» حولها بسعادة.
ما يحزنني كثيرا اختفاء كثير من الفرق الشعبية حاليا والتي كانت لها صولات وجولات قديما وخاصة أيام الترويح السياحي زمن رحمة الله عليه «صالح الشهاب» فكانت تشارك في جميع المناسبات الوطنية أو الأعياد وغيرها أما الآن فلا يوجد لها أي ذكر !
آخر الكلام: إن النسيج الكويتي قد تم تمزيقه بسبب النزاعات السياسية أو الدينية.. فانعكست على كل شيء ما عدا «الطرب» فلن تنال منه أبدا بسبب عمق جذوره العميقة فهنا تجد «الروح» واحدة والهوية الكويتية حاضرة لن تتأثر بسبب تلك النزاعات بل وقد تجد ذلك السياسي أو الطائفي متواجدا في تلك «السمرة» يصفق وقد يرقص أحيانا ولكن في الصباح يبدأ بنفخ سمومه من أجل التمزيق!
[email protected]