[email protected]
دار حوار بين ثلاثة أشخاص بالديوانية عندما قال أحدهم: اليوم بعت سيارتي بعد أن عدلت شغلات فيها وبعتها بسعر ممتاز مع إن سعرها مايسوى، وشربها اللي شراها!! فقال له الآخر: كفو يالذيب عافية عليك، فقال لهم الثالث: عسى الذيب ياكلكم وينهش عظامكم، شلون تحط راسك يافلان على المخدة وإنت «ناصب» على واحد مسكين حط الثقة فيك بأنك راح تذكر له عيوب السيارة وجمع هالمبلغ بعد تعب وإنت فرحان بأنك كذبت عليه ونصبت عليه!!
لقد أصبح اللف والدوران والاحتيال والفزعة مهارات يتقنها الكثيرون بحرفنة ويطلق على كل من يتصف بهذه الصفات السيئة مسمى «الذيب» واسم أنثى الذئب هو السرحانة أو السنداوة بتشديد السين وإليكم بعض الأمثلة عن هؤلاء (الذيابة):
تغش الناس سواء في الملابس أو المنازل والسيارات.. دون مراعاة لضميرك ومراعاة لظروف الناس وكل همك «جيبك» وهناك من يمدحك ويقول لك: كفو يالذيب قدرت تقنع الناس بكذبك!!
تكذب عندما تسأل عن شخص لأمر الزواج فتقول: أنا أعرفه حق المعرفة وهو «خوش» ولد وراعي صلاة.. وهو بالحقيقة جمبازي ما يعرف أين مكان القبلة أصلا، كل ذلك حتى يقول لك: «كفو يالذيب» قدرت تقنعهم ومساكين اهل البنت وثقوا فيه، وهو لا يعلم أن شهادة الزور من أعظم المنكرات.
واحدة تفرق بين زوجين أو تعمل «سحر» حق زوجها فيقال عنها: هالسرحانة وهي أنثى الذئب قدرت على زوجها بالسحر ورجع لها، عسى السحر يقلبج «سنجاب».
يدفع رشوة من أجل معاملة وتسهيل أموره.. وتمشي أموره فيقال عنه: «ذيب» قدر يسلك أموره بشطارة وما ينخاف عليه، أضف إلى ذلك بأن هناك الفزعة «للهوشة» لدى الشباب عندما يطلبه صاحبه للذهاب لضرب فلان فيجيبه: أفا عليك تم، فيقول له: كفو يالذيب إنت على راسي ولايعلم أن ما يفعله سوف يرمي به إلى السجن ويندم على أنه أصبح «ذيب».
يضرب زوجته لأنها ما عملت له العشاء حق ربعه ويطلقها، ويقول حق ربعه: طقيت فلانة طق لأنها ما أدت الواجب وطلقتها فيأتيه الجواب من ربعه: كفو يالذيب ما عندنا حريم ما تسمع الكلام وهذا جزاها وكأن عدم عمل العشاء جزاؤه الضرب والطلاق!
وأخيرا.. إن تصرفات الذيب بعيدة كل البعد عن تصرفات بني البشر فقد تعدو ذلك الحيوان بمراحل وبدأوا يعطون ذلك الذيب دورات لكي يتعلم منهم كيفية الخداع والأذية والكذب... وأتمنى أن يأتي ذلك اليوم الذي نطلق كلمة «كفو يالذيب» فقط على الأمور التي ترضي الله ورسوله.