قال صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله، في أحد خطاباته: «انظروا وتأملوا وأمعنوا النظر فيما يدور حولكم، واقرأوا بعين العقل والوعي والحكمة تجارب الغير.. واعتبروا».
وقد لامس الخطاب الأخير للأخ مسلم البراك كثيرا مقولة صاحب السمو مما انعكست أصداؤه على الشارع الكويتي وأوجد ارتياحا كبيرا، فنبرة خطابه كانت هادئة وموزونة ودون انفعال كسابق عهده، ولم يكن للصوت العالي مكان هنا، والذي كنا نختلف معه في السابق على أسلوبه الحاد والذي أوجد انقساما في الشارع الكويتي، وكانت خطبته هي خطبة السياسي المحنك، وان ما ذكره كان صفعة في وجه «المؤزمين» الذين كانوا يأملون أن يكون خطابه تصعيدا في مواجهة السلطة وتحديا لها، وقد فاجأهم عندما قال: نعم أخطأنا كمعارضة عندما أعلينا شأن العمل النيابي على العمل السياسي المنظم.. وكان الخطاب بشكل عام هو ما نحتاجه حاليا لأن الخطر الخارجي يستلزم منا الحرص واليقظة كما قال صاحب السمو.
إن المرحلة الحالية والقادمة تحتاج منا توحيد الوحدة الوطنية بعد أن تمزقت شر تمزيق وتحتاج إلى فريق عمل «جراحين» محترفين لاستئصال الأورام الخبيثة من أجل إعادة النسيج الكويتي كسابق عهده ونتمنى أن «نطوي» مسمى «الطائفية» وتصنيفاتها والتي ظهرت بشكل واضح بعد تحرير الكويت وسببت تصدعا في المجتمع الكويتي!
الكويت «وطن الجميع» بجميع أطيافه، الكل له الحق في التعبير عن رأيه دون التجريح أو التخوين أو التشكيك بالنوايا والدخول بها! كما أحب أن أضيف ألا يكون هناك تعد على «السلطة» تحت أي مبرر كان بحجة الإصلاح.
أن يكون لدى الجميع «أجندة» واحدة فقط هي تطوير الكويت، وفي هذا فليتنافس المتنافسون دون أن تبرز تجمعات أو تكتلات على حساب الأخرى من أجل حسابات سياسية ينسب لها الفضل فيما تقوم به ويصبح لديها عزف «منفرد» تتغنى به.
الجميع يخطئ بمن فيهم «الحكومة» فهم «بشر» ولكن معالجة الخطأ يجب أن تتم بالنصح والمشورة.. دون أن تكون هناك بطولات «عنترية» لأي طرف بالتهديد والوعيد من اجل مكاسب سياسية، كما يجب أن يكون للنخبة المفكرة والتي لم يكن لها دور فعال على الساحة أن «تشمر» عن ساعديها وتبدأ في تطوير الكويت وتقدمها بما تملكه من أفكار وطموحات تجعل دولتنا متطورة بإذن الله.
الإعلام الكويتي بوسائله المتعددة يجب ان يعمل على تعزيز القيم الكويتية الأصيلة ولابد من التركيز على دور الآباء والأجداد في تنمية الوطن بدلا من إبراز الأمور التافهة التي تشوه صورة المجتمع الكويتي.
وأخيرا.. لنفتح صفحة جديدة «بيضاء» ونكتب عنوانها بحروف من ذهب «نموت وتحيا الكويت».. فالمشاكل وإن كثرت فحلها سهل بإذن الله، ولكن عندما يفقد الإنسان وطنا فلا ينفع الندم وقتها. اللهم احفظ الكويت وشعبها من كل مكروه.
[email protected]